بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة احياء ليالي القدر المباركة

لقد أكد المرجع الديني الكبير أية الله العظمي السيد صادق الشيرازي دام ظله بان العدالة الاجتماعية لاتتحقق الا بتظافرالجهود وتوحيد الكلمة واصلاح النفوس.

لايمكن النهوض بالأمة الاسلامية الا بالعمل الدؤب لتطبيق مناهج الرسول (ص) والأئمة عليهم السلام في إدارة البلاد والعباد.

 

بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة احياء ليالي القدر المباركة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال الله العظيم في كتابه الكريم (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

شهر رمضان هو شهر الرحمة والبركة والمغفرة والرضوان، وهو شهر التواصل والتوادّ والتراحم والبر والإحسان..

وليالي القدر هي تلك الليالي التي تُرسم فيها معالم مستقبل الأفراد والجماعات والشعوب والأمم، وهي التي (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).

وما أجدر بالأمة الإسلامية في هذه الأيام الربانية أن تلجأ إلى الله تعالى من جديد، وإن تبتهل إليه سبحانه ليصلح ما نزل بها من محن وبلايا و خطوب ورزايا، ولتشملنا نفحات رحمته الواسعة وتعود تلك الأمجاد التي يتحدث عنها قوله تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).

ولا بد لذلك من امور:

اولا:  تزكية النفوس والأرواح من شوب المعاصي والآثام، باختلاف أنواعها، من شخصية واجتماعية وسياسية واقتصادية (كالظلم والعدوان والاستبداد والطغيان).

ثانيا:  التحلي بمكارم الأخلاق ومحامد الصفات من صدق ووفاء، وحب وإخاء، وتواصل وتعاون، وصفح وغفران، وتواضع وإيمان، وبر وإحسان.

ثالثا:  كان الإمام الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه يؤكد للخروج من واقعنا المأساوي المرير، وللنهوض بالأمة من جديد، على العمل بـ الآيات الحيوية في القرآن الكريم ومنها أية العدل والإحسان : قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) وقوله سبحانه في أية الشورى (أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) وقوله جل اسمه في أية التنافس في الخيرات (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) وقوله عز من قائل في أية الامة الواحدة (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وقوله في اية التحرر من الاغلال حيث قال (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ).

رابعا: وكما أكد المرجع الديني الكبير أية الله العظمي السيد صادق الشيرازي دام ظله بان العدالة الاجتماعية لاتتحقق الا بتظافرالجهود وتوحيد الكلمة واصلاح النفوس. وقال دام ظله: لايمكن النهوض بالأمة الاسلامية الا بالعمل الدؤب لتطبيق مناهج الرسول (ص) والأئمة عليهم السلام في إدارة البلاد والعباد.

خامسا: السعي الحثيث لتقديم الخدمات الانسانية والدينية لمختلف الطبقات الضعيفة والمحرومة في المجتمع الاسلامي.

وإذا فعلنا ذلك كله فالمأمول منه تعالى أن يستجيب دعائنا حيث يقول (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).

نسأل الله سبحانه وتعالى، أن يمن على الأمة الإسلامية بالأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، وأن يتفضل على كافة الشعوب الإسلامية الناهضة بتحقيق الآمال في اصلاح الامور في ظل حكومات وأنظمة  تحكم بالعدل وتنتصف للمظلوم، وتوفر الحريات، وتحترم الكفاءات، وتعمل بما يرضي الله وعباده. إنه سميع مجيب.

(اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).

18رمضان المبارك1432

واشنطن