بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية يدعو الى استثمار النهضة الحسينية بالشكل الافضل

اصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بيانا بمناسبة ذكرى عاشوراء 1429هـ دعت فيه المؤمنين من العلماء والخطباء والمثقفين وخدمة اهل البيت عليهم السلام الى اداء مسؤولياتهم وادوارهم المطلوبة في هذا المناسبة من مختلف الجهات الاعلامية والثقافية، ودعى الامين العام لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية آية الله السيد مرتضى الشيرازي  الى تجسيد تلك الدروس والعبر الخوالد التي سجلها لنا سيد الشهداء (سلام الله عليه) كي يعرف العالم أو من يريد أن يغمض عينيه عن الحقيقة إن في إحياء تلك الذكرى إحياء لرسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتمسكاً بنهجه، كما دعى الخطباء والفضائيات الى التركيز على التحديات الكبرى التي تواجه اتباع اهل البيت عليهم السلام عبر الطرح الامثل بالحكمة والموعظة الحسنة، والاعداد المسبق، وعرض الوجه الحضاري المشرق لمدرسة اهل البيت عليهم السلام خاصة في ابعاد حقوق الانسان.

 واكد على ضرورة استنهاض اتباع اهل البيت عليهم السلام لتأسيس العشرات من الفضائيات والمئات من الاذاعات والجرائد والمجلات العالمية لنشر ثقافة اهل البيت (عليهم السلام) خصوصا النهضة الحسينية وتصدي مختلف وسائل الاعلام لاحياء الشعائر الحسينية، واشار الى اهمية اقامة مؤتمرات وندوات تبحث سبل الاستثمار التربوي الافضل لهذا الشهر العظيم وطباعة الالوف من الكتب والكتيبات والنشرات، كما اكد على اهمية التحرك الجاد والشامل لحث الدول الاسلامية ان تعلن يومي تاسوعاء وعاشوراء عطلة رسمية.

وفيما يلي نص البيان:

بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة ذكرى عاشوراء 1429هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله  محمد واله الطاهرين

    قال تعالى: ((ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) (32) الحج. 

الكثير من الحوادث والوقائع التاريخية مرت في حياة الشعوب والأمم وأضحت اثرا مندرسا وذكرى منسية، إلا أن حدثا سجله سبط النبي المختار بدمائه الزاكية شاء له الله ان يبقى خالداً الى ان يرث الارض وما عليها، إذ لا يمكن إزالته من ذاكرة الخلود، حيث تقول مولاتنا زينب (عليها السلام) للامام زين العابدين (عليه السلام) ((وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يُدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام, وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه, فلا يزداد أثره إلا ظهورا, وأمره إلا علوا)).

  فمن منا ينسى واقعة الطف الخالدة التي فيها ضحى الامام الحسين ( عليه السَّلام)  بنفسه وأبنائه وخاصته من أصحابه لأجل الحفاظ على الدين الإسلامي، وافشاله مخططات طاغية عصره يزيد بن معاوية الذي كان يريد قلع شجرة الدين المحمدي من جذورها، وقلب مفاهيمه وأصوله، فوقف (عليه السَّلام ) بوجه هذا الخطر العظيم ليفشل تلك المُخططات الشيطانية الأثيمة، وقدم نفسه وأبنائه وأصحابه فداءً للإسلام.

  وهو الذي نهض من اجل الاصلاح ولم يخرج من أجل سلطة ولا زعامة، فلا  زالت كلماته (ع) خالدة حيث يقول(ع): ((اني لم اخرج اشراً ولا بطرا ولاظالماً ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)).

  ومثلما خاب فعل بني أمية وبني العباس بالقضاء على النهضة الحسينية بقتلهم الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وبجميع الاساليب التي استخدموها، يخيب اعداء اهل البيت (عليهم السلام) في القضاء على معالم النهضة الحسينية الخالدة، تلك النهضة التي لاتزال جذوتها في صدور المؤمنين مشعلاً ينير طريق الانسانية وعلماً خفاقاً على رؤوس الاشهاد وصوتاً مدوياً يقض مضاجع الطغاة والمستكبرين، لأن القضية التي نهض من أجلها الامام (عليه السلام) ليست قضية شخصية بل هي إمتداد لرسالة الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلم).

   فحري بنا أن نجسد تلك الدروس والعبر الخوالد التي سجلها لنا سيد الشهداء (سلام الله عليه) كي يعرف العالم أو من يريد أن يغمض عينيه عن الحقيقة إن في إحياء تلك الذكرى إحياء لرسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتمسكاً بنهجه فقد ورد في الرواية الشريفة (احيوا امرنا) (رحم الله من احيا امرنا) وحيث ان الامر للوجوب فان احياء امرهم عليهم السلام واجب شرعا، وعلى ضوء ذلك فان من اللازم علينا في شهر محرم الحرام ان نتحرك من خلال معرفة:

1- إن قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وفعله حجة علينا وهو الذي علَّمنا إحياء هذه الذكرى الأليمة، بل تولَّى إحياءها وحَثَّ عليها حتى قبل حدوثها نظراً لأهميتها، والرويات التي تشهد بذلك كثيرة ولدى جميع طوائف المسلمين.

2- إن الامام الحسين (عليه السَّلام ) ليس كغيره من الشهداء، حيث أن منزلته أرفع بكثير من منزلة سائر الشهداء، فهو خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً.

3- إن الإسلام محمدي الوجود، حسيني البقاء فلولا تضحية الامام الحسين ( عليه السَّلام) لما بقي من الإسلام شيء، ولعل قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ): ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً))، خير دليل على ذلك، فالهدف الذي استشهد من أجله الامام الحسين (عليه السَّلام) هو نفس الهدف الذي سعى لتحقيقه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وضحَّى في سبيله، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي غرس شجرة الإسلام والامام الحسين (عليه السلام) هو الذي سقى هذه الشجرة بدمه ودماء آله وأنصاره.

4- إن ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) هي انتصار للدم على السيف، وانتصار لمنطق الحق والحرية على سلطة العنف والطغيان، وإن إحياء تلك الذكرى إنما هو إحياء لقضية الإسلام والاُمة وقيم العدالة والكرامة الانسانية، وإحياء لذكرى كل شهيد، وانتصار لقضية كل مظلوم، وهذا دليل على أن تلك النهضة هي عالمية وإنسانية لا تختص بأمة من الامم ولا شعب من الشعوب.

5- إن نهضة الامام الحسين (عليه السلام) لم تكن ثورة عسكرية بل كانت حركة اجتماعية شاملة أخذ الجميع دورهم فيها إبتداء من الطفل الرضيع الى الشيخ الكبير، كما كان للمرأة دور كبير مثل  الرجل في مختلف الميادين.

   وبذلك علينا أن نقسم الادوار ونسير على درب النهضة الحسينية بما يلي:

1- دور القراء والخطباء الحسينيين: يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) في بيان بمناسبة عاشوراء 1427 للهجرة ان عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام): (ثقافة وحضارة وتاريخ، ضمن مجموعة عظيمة من القيم)، ويضيف سماحته (أما الثقافة الحسينيّة، فتكمن في الأهداف الرفيعة للإمام الحسين عليه السلام من قيامه ونهضته المباركة حيث ورد في الزيارة التي أمر الإمام الصادق عليه السلام أن يزار بها جدّه الإمام الحسين عليه السلام وهو يخاطب الله تعالى: «وبذل ـ أي الإمام الحسين عليه السلام ـ مهجته فيك لسيتنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة والشك والعمى والارتياب إلى باب الهدى من الرّدى»،وأما الحضارة الحسينية، فتتجلى بوضوح ـ فيما تتجلى فيه ـ عبر منح الله تعالى للإمام الحسين (عليه السلام) من أجل عاشوراء وتضحيته العظيمة من اختصاصات كوّنت حضارة واسعة متواصلة في أبعاد عدة، وأما التاريخ الحسيني، فمن المؤكد أنه لايوجد تاريخ حافل مثل تاريخ الامام الحسين (عليه السلام) فمنذ أن استشهد الإمام الحسين عليه السلام وحتى اليوم ـ قرابة أربعة عشر قرناً ـ والملايين يهتدون بسبب الإمام الحسين عليه السلام ومجالسه وعلى أثر شعائره).

وبذلك فإن على الخطباء والقراء واصحاب الرثاء أن يستغلوا نعمة المنبر الحسيني لإيصال تلك المفاهيم والافكار وعبر جميع الوسائل والمحافل والمآتم التي تقام خلال هذه المناسبة والاستفادة من ارشادات وتوجيهات المرجعية كي تصل الفائدة الى أوسع شريحة في المجتمع من أجل فهم الأهداف الحقيقة للنهضة الحسينية.

كما نقترح على  الخطباء الاجلاء والفضائيات التركيز على التحديات الكبرى التي تواجه اتباع اهل البيت عليهم السلام عبر الطرح الامثل بالحكمة والموعظة الحسنة، والاعداد المسبق، ودراسة لغة الخطاب وعلى حسب نوعية المخاطبين والظروف الموضوعية لكل بلد، وعرض الوجه الحضاري المشرق لمدرسة اهل البيت عليهم السلام خاصة في ابعاد حقوق الانسان، مثل (حقوق الطفل، حقوق الوالدين، حقوق الرعية، حقوق الزوج والزوجة.. وغير ذلك)، -رسالة الحقوق للامام السجاد عليه السلام تعد افضل مصدر، وكذلك عهد الامام علي عليه السلام لمالك الاشتر-.

وايضا التناول المسهب والمركز والمتوازن للايات الحيوية في القران الكريم: آيات الشورى والحرية والاخوة الاسلامية والامة الواحدة والتعددية والعدل والاحسان. – ليراجع في ذلك كتب (الاستفادة من عاشوراء) و(عاشوراء والعودة للاسلام)  للامام الشيرازي قدس سره، و(من الاربعين نبدأ) و(الامام الحسين اقام الدين) لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله-.

2- دور الاعلام: الدور الاعلامي كان له حضور فاعل وحيز في منظومة النهضة الحسينية ونشر اهدافها حتى اصبح الصرخة المدوية التي زلزلت عرش الطغاة، تقض مضاجع الظالمين على مدى العصوروالازمان، فزينب (عليها السلام)  هي انطلاقة الاعلام الحسيني الاولى حيث وظفت وبشكل فعال في نشر احداث واقعة الطف وتوضيح الحقائق، التي أراد تشويهها الاعلام الاموي عن طريق إمتلاكه للنفوذ والسلطة وتوظيف ضعاف النفوس والمأجورين.

 فعلى الاعلام في هذه المناسبة أن يوظف بالشكل الذي أراده أهل البيت عليهم السلام في اظهار الوجه الناصع لتك النهضة الانسانية السلمية التي تعد تجسيدا لمبادئ الاسلام المحمدي الداعي الى التسامح، عبر:

أ- نشر الدراسات والمقالات التي تتناول قيم النهضة الحسينية المشرقة ونقترح ان يحرض كل واحد منا خمسة اشخاص – بعدد اصحاب الكساء عليهم السلام – لكي يبذل كل شخص منهم جهدا حقيقيا لنشر 5 مقالات على الاقل في الصحف والمجلات.

ب- تشجيع المؤسسات لتبني جائزة سنوية – كجائزة نوبل – لافضل كتاب او افضل فيلم او افضل دراسة عن (الامام الحسين عليه السلام ورسالته السماوية – الانسانية).

ج- قيام مواقع الانترنت والمدونات وغيرها بنشر البحوث والدراسات والاخبار المتعلقة بالنهضة الحسينية وباحياء الشعائر الحسينية في مختلف دول العالم.

د- استنهاض اتباع اهل البيت عليهم السلام لتأسيس العشرات من الفضائيات والمئات من الاذاعات والجرائد والمجلات العالمية لنشر ثقافة اهل البيت (عليهم السلام) خصوصا النهضة الحسينية.  فالبروتستانت الانجيليون مثلا مع انهم مأة وثلاثون مليون فقط الا انهم يملكون الف محطة بث اذاعي ومائة محطة تلفزيونية. – راجع موقع تقرير واشنطن وموقع شبكة النبأ www.annabaa.org و www.siironline.org-.

هـ – تصدي مختلف وسائل الاعلام لاحياء الشعائر الحسينية بانواعها كافة باعتبار انها من ابرز مصاديق شعائر الله   قال الله تعالى: (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).

3- دور المحبين والقائمين على إحياء الشعائر: يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام) حينما أخبرها بأن الامام الحسين (عليه السلام) سوف يقتل غريباً (سوف يجعل الله له شيعة يقيمون له في كل عام مأتما)، يقول الإمام الرضا (عليه السلام ): فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام، وعنه(ع) ايضاً: كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر محرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، وقد دعا أهل البيت (عليهم السلام) أن يكون إظهار الحزن في اجتماع للمؤمنين يتذاكرون فيه أمرهم (عليهم السلام)، كما جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام )  (رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكرا في أمرنا، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله بهما الملائكة، فإذا اجتمعتم فاشتغلتم بالذكر فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس بعدنا من ذكّر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا).

وبذلك يجب على كل محب لأهل البيت (عليهم السلام) تعظيما لشعائر الله واحياء لمصاب اهل البيت (ع):

أ- إقامة مجالس العزاء والمآتم والتجمعات والمسيرات التي تعبر عن الحزن والجزع والأسى لتلك الرزية التي شهدها طف كربلاء.

ب- أن يحرص كل محب لأهل البيت (ع) المواظبة على طاعة الله وعبادته والعمل بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ج- إطعام الطعام وإقامة المآدب والعمل على خدمة السائرين لزيارة الامام الحسين (عليه السلام)، والحث على عدم الانشغال بالزيف الدنيوي، حيث يقول الامام الحسين عليه السلام (إن هذه الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أن الحق لا يعمل به، و أن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً).

د- احياء ليلة العاشر من المحرم بتلاوة القرآن والتضرع بالدعاء الى الله كما عاش اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) تلك الليلة إذ كانوا رضوان الله عليهم لهم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد وتال للقرآن، فذلك أفضل عمل نستطيع من خلاله مواساة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت عليهم السلام.

هـ- أن تستمر تلك المجالس والمآتم لشهري محرم وصفر ولا تقتصر على الايام الاولى للمناسبة فقط.

و- اقامة مؤتمرات وندوات تبحث سبل: الاستثمار التربوي الافضل لهذا الشهر العظيم واقامة دورات تربوية عن رسالة الامام الحسين (عليه السلام) وعن اهداف النهضة الحسينية وعن سبل الوصول لتلك الاهداف.

ز- طباعة الالوف من الكتب والكتيبات والنشرات والـ  CD و DVD  وتوزيعها على الناس.

ح- التواصل مع المرجعيات الدينية ومع الجهات الفاعلة في المجتمع (كالاحزاب والمنظمات والنقابات وبل حتى المؤسسات الصغيرة) لتفعيل الاستفادة المثلى من شهر محرم: عقائديا، فكريا، ثقافيا، تربويا وحقوقيا: على صعيد الفرد والاسرة والمجتمع.

ط- تاسيس وحدة او لجنة او مكتب مختص يدرس ويتابع ويبحث طوال السنة: كيفية الاحياء الامثل في شهر محرم، لذكر اهل البيت عليهم السلام ولهداية الناس وارشادهم.

ي- التوسع في شبكة العلاقات الاجتماعية ليكتسب كل مؤمن عامل ثلاثين اخا في الله طوال شهر محرم – اي بمعدل واحد كل يوم على الاقل بين مفكر ومثقف وكاسب وعالم واعلامي وغيره.

ك- التحرك الجاد والشامل لحث الدول الاسلامية ان تعلن يومي تاسوعاء وعاشوراء: يوم عطلة رسمية كيف لا والامام الحسين عليه السلام سيد شباب اهل الجنة؟

ل- ضرورة اتخاذ شهر محرم، منطلقا لايجاد تحول حقيقي باتجاه تبني شامل لحقوق الرسول الاعظم واهل بيته الاطهار عليهم السلام وبالطرق السلمية الحقوقية المعهودة في عالم اليوم مثل: سامراء، البقيع، القدس، حقوق اتباع اهل البيت عليهم السلام وحقوق المسلمين في مختلف دول العالم.

م- ضرورة توجيه الناس للالتزام بالواجبات الشرعية  التي بها قوام المجتمع وعز الاسلام والمسلمين: كالخمس والزكاة والالتزام بالمستحبات: كالنذورات والاثلاث والتبرعات، وبذلك يكون شهر محرم: التجسيد الاسمى للتكافل الاجتماعي وللمواساة ولتطوير المؤسسات الدينية والاجتماعية والتربوية والثقافية. – فجماعة المورمن وعددهم عشرة ملايين فقط  على سبيل المثال يلتزمون بدفع العشر من ايراداتهم السنوية، وهي تبلغ حوالي الستة مليارات دولار-.

ختاما: اننا نهتف ونقول دوما (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما) ولو كنـّا في صحراء الطف لكان الامتحان عسيرا جدا وكان على المرء ان يضحي بكل شيء، كي ينجح في الامتحان والان ها نحن نواجه هذا الامتحان السهل فهل ننجح في الامتحان؟

قال الله تعالى (أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ). آية (2)العنكبوت

وقال تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ)آية (17) الرعد.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين

مؤسسة الامام الشيرازي العالمية

السيد مرتضى الشيرازي

العراق-كربلاء المقدسة

الثالث من محرم 1429