بيان بمناسبة اليوم العالمي للاذاعة

بيان بمناسبة اليوم العالمي للاذاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

يصادف الثالث عشر من هذا الشهر [شباط] يوم الإذاعة العالمي لما للكلمة المسموعة من تأثير كبير جداً في صناعة الوعي ونشر الثقافة الى جانب نقل الحقيقة من خلال تدوير الخبر الصَّحيح والتحليل السليم. ولقد أضيفت للإذاعة خلال العقدين الاخيرين تحديداً الكلمة المرئية من خلال الفضائيات التي انتشرت بشكل كبير جداً، فتضاعفت المسؤُوليَّة وزاد الدور والتأثير بشكل واسع.

ولقد أولى الاسلام ومدرسة أهل البيت عليهم السلام اهتماماً كبيراً بالكلمة المسموعة والمرئية من خلال الاهتمام بالمنبر الحسيني الذي كان وما يزال له الدور العظيم في حماية الأمة من كل انواع الانحرافات خاصة العقدية بالاضافة الى دوره البارز والمشهود في نشر الوعي والثقافة والفكر الأصيل ومواجهة الهجمات الفكرية والثقافية التي تتعرض لها الأمة بشكل مستمر للتأثير سلباً على معتقداتها وأصولها العقائدية والفكرية.

ولقد كان للمرجع الديني الراحل الامام السيد محمد الشيرازي قدس سره قصب السبق في الحث والتشجيع على الاهتمام بالكلمة المسموعة والمقروءة فلم يأل قدس سره جهداً إلا وقد بذله من اجل ولوج اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام لهذا المضمار حتى انطلقت اول قناة فضائية في العام ٢٠٠٢ كآخر وصية كان قد أوصى بها الامام الراحل قبل وفاته. والحمد لله تعالى وببركة تلك البذرة الطيبة التي بذرها المرجع الراحل فقد تجاوز عدد الفضائيات الشيعية الْيَوْم الـ [١٠٠] كل واحدة منها تؤدي رسالتها الدينية والثقافية بشكل من الأَشكال.

ومن اجل الارتقاء بمستوى الكلمة المسموعة والمرئية ينبغي التنبيه الى ما يلي؛ ١/ ان يتم التركيز على النوعية وليس على الكمية فقط، والمقصود بذلك هو نوعية المادة التي تقدمها الفضائيَّة سواء من حيث المحتوى او الجانب الفني والعرض وغير ذلك. ٢/ التكاملية في الطرح حتى لا يتم استنساخ البرامج والمواد بين القنوات، وذلك من اجل تغطية اسما وأوسع لتلبية كل حاجات المتلقي. ٣/ الاهتمام بكل المراحل العمرية في نوعية البرامج والمواد التي يتم تقديمها في القنوات، خاصة مرحلة الطفولة والشباب وكذلك للجنسَين. ٤/ الواقعية من خلال رصد دقيق للتحديات التي يواجهها المتلقون ليجدوا في المادة حلاً لمشكلة او اجابة على تساؤل. ٥/ التركيز على نشر تعاليم وعقائد وثقافة مدرسة اهل البيت عليهم السلام فان انتشار وسائل الكلمة المسموعة والمرئية عالمياً هيَّأ لنا فرصة تاريخية لايصال صوت المدرسة الى أقاصي الدنيا والى كل المتلقين على اختلاف خلفياتهم الدينية واللغوية والإثنية وما الى ذلك. ٦/ التحديث والتطوير لتحقيق التميز دائماً، من اجل ان تتصدر قنواتنا الصفوف سواء في اهتمام المتلقي او في التأثير. وفي الختام نكرر دعوة المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي الى كافة المراكز الفكرية والحسينيات في تأسيس ودعم الفضائيات الهادفة لايصال صوت العترة الطاهرة صلوات الله عليهم الى العالم وبلغات مختلفة.