بيان مؤسسة الامام الشيرازي بمناسبة انعقاد اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة

بيان مؤسسة الامام الشيرازي بمناسبة انعقاد اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. 13 الاحقاف.صدق الله العلي العظيم

تعقد الامم المتحدة اعمالها لعام 2019 وسط جدول ساخن يضج بالأحداث والاجندات الدولية الحرجة، وتأتي في ظروف استثنائية غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يقف فيها المجتمع الدولي بمختلف مستوياته على صفيح ساخن يكتنفه تهديد وجودي خطير، يعزز من اشكالياته المتفاقمة حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث من قبل الدول الكبرى التي تعمد الى سياسات اثبتت عدم جدواها في التعامل مع الازمات.

اذ باتت تمثل هذه التحديات مدعاة قلق عالمي في جميع ارجاء الارض، وهذا ما دعا مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى ابداء رأيها وتقديم المقترحات لقادة العالم وحكام شعوبه، منطلقة من رؤاها الانسانية وعقائدها الاسلامية الداعية الى المساواة والايثار والعدالة الاجتماعية وسواها من المبادئ والمثل العليا الهادفة الى تعزيز كرامة الانسان وحماية سلامته وتوفير اسس العيش الكريم، دون تفريق بين عرق او دين او معتقد او فكر.

وتلفت المؤسسة الى اهمية تناول الجمعية العمومية الملفات الانسانية القلقة بشكل فعال وجدي يهدف الى حلحلة الازمات وتداركها، خصوصا في ما يتعلق بالصراعات السياسية والاعمال العسكرية والحربية الجارية في عدد من مناطق العالم، الى جانب تسوية الملفات المتعلقة بحقوق الانسان ومعالجتها وفق عدالة المبدأ وعدم الانحياز او التمييز على خلفيات سياسية واقتصادية.

وتؤكد المؤسسة ان ملفات المناخ والاقتصاد والعدالة الانسانية من ابرز الملفات الشائكة التي بات على المجتمع الدولي تداركها بعد تعاظم مخاطرها وافرازاتها السلبية المتمثلة بالصراعات المسلحة والهجرة والنزوح وانحدار المستوى المعيشي للسكان وغياب الاستقرار الاجتماعي.

فيما تعد منطقة الشرق الاوسط من ابرز مناطق العالم المؤثرة سلباً على الاستقرار العالمي، خصوصا مع استمرار الازمات واتساع دائرتها في دوله، كحرب اليمن والازمة السورية والليبية والحرب على الارهاب ومعضلة الانظمة الاستبدادية التي ترتهن الحريات وتصادر الحقوق بشكل تعسفي غير مقبول.

لذا تأمل المؤسسة في ختام كلمتها ان تجد الامم المتحدة في اعمال جمعيتها حلولا واقعية تجتمع عليها كلمة الانسانية لوضع حداً لمعاناة ملايين السكان، وفق اجندات دولية ملزمة تترجم بوقف الاعمال العدائية والصراعات وتأمين الحريات والتنمية للشعوب واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وكفالة كافة الحقوق الانسانية المفترضة. والله ولي التوفيق.