بيان مؤسسة الامام الشيرازي في يوم الاذاعة العالمي

بيان مؤسسة الامام الشيرازي في يوم الاذاعة العالمي

تشكل وسائل الاعلام متنفساً وانعكاساً طبيعيا للشؤون الانسانية، حتى باتت من ابرز الادوات الاجتماعية تأثيراً وتأثراً في جملة النشاط البشري منذ ان ابتكرتها الحاجة والتطور العلمي وضرورة التواصل مع تنامي اعداد السكان حول العالم.

ونظرا لتلك الاهمية افردت الامم المتحدة للإعلام بشكل شامل والاذاعة بشكل اخص يوماً محدداً لها، اسوة بالايام المهمة التي اقرها المجتمع الدولي لإحيائها والبحث في ديمومتها والارتقاء بها.

فلإذاعة كما تصنفها الأمم المتحدة وسيلة الإعلام الأكثر وصولاً للجمهور في كل أنحاء العالم. وتعتبر وسيلة تواصل واتصال قوية ورخيصة. والإذاعة مناسبة جدا للوصول إلى المجتمعات النائية والفئات الضعيفة، من مثل: الأميين وذوي الإعاقة والنساء والشباب والفقراء، وهي تتيح في الوقت ذاته منبراً للمشاركة في النقاش العام، بغض النظر عن المستوى التعليمي للناس. وفضلا عن ذلك، تضطلع الإذاعة بدور كبير وخاص في التواصل في حالات الطوارئ وتقديم الإغاثة في حالات الكوارث.

اذ لم تزل الإذاعة الوسيلة الأكثر دينامية وتفاعلاً ومشاركة، حيث تكيفت مع التغيرات التي طرأت في القرن الـ21 وأتاحت سبلاً جديدة للتفاعل والمشاركة بين الناس. وعندما تحصرنا وسائل الاعلام الاجتماعي في فقاعات تضم ذوي الأفكار المتشابهة، يصبح للإذاعة دورها في لم شمل المجتمعات وتعزيز الحوار الإيجابي من أجل التغيير.

وبالاستماع إلى أصوات الجماهير والاستجابة لاحتياجاتهم، تتيح الإذاعة تنوعاً ضرورياً في الآراء والأصوات للتصدي للتحديات التي نواجهها جميعاً.

وقد اولى الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره لملف الاعلام بصورة شاملة اهتماماً ملحوظاً،مبيناً اهميته في ترسيخ التسامح والسلم الاهلي وافشاء الثقافة المتحضرة بين شعوب المعمورة، لا سيما في بلدان الشرق الاوسط.

حيث يشخص في حاضرنا ارث الامام الراحل المتمثل بعشرات وسائل الاعلام التي تعنى بالشؤون الفكرية والثقافية والاسلامية، بما يحتويه منطقها من مبادئ تسهم في ارساء القواعد الديمقراطية والثقافة المجتمعية والتعاليم المعنية بحقوق الانسان بشكل عام.

فيما كان لسماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله استمراراً ودعماً للنهج الداعم للإعلام، بمختلف ادواتها  المسموعة والمرئية والمكتوبة، الامر الذي اسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تغيير واقع الكثير من الشعوب التواقة للانعتاق من الاستبداد والطغيان وهيمنة الفكر الواحد او الفكر المعادي للحريات العامة والخاصة، خصوصاً الايدولوجيات التي نجحت وسائل الاعلام من اجتثاثها من نفوس ملايين السكان في مناطق الشرق الاوسط.

من هذا المنحى المنير تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية المجتمعات الحية والمنظمات الحقوقية الى تكثيف جهود دعم وسائل الاعلام الحرة، والعمل على الارتقاء بالخطاب الانساني بعيداً عن الخطابات الضيقة التي تغلب مصالح فئة على حساب فئة أخرى، مؤكدة على اهمية ايلاء هذا المرفق اولوية لا تقل شأناً عن الاولويات الملحة كالتعليم والصحة والأمن، فلوسائل الاعلام ارجحية في انجاح وتمرير الرسائل الانسانية و بغيابها يتعذر اشاعتها وانتشارها في الاوساط الاجتماعية.

والله ولي التوفيق