رسالة مؤسسة الامام الشيرازية الى مؤتمر نصرة الرسول الاعظم في مصر

تبارك مؤسسة الامام الشيرازي العالمية جمعكم المبارك وهو يسطر في صميمه حرصا وغيرة على نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم، حيث يأتي هذا الملتقى بالتزامن مع حراجة الظرف الراهن والتحول التاريخي الذي تشهده امتنا الاسلامية وعالمنا العربي على حد سواء.
اذ في الوقت الذي تشد مؤسسة الامام الشيرازي على سواعد هذا الجمع المبارك لنصرة الرسول الاعظم (ص) تدعو الجميع الارتقاء الى مكارم اخلاق نبي الرحمة والتأسي بسنته والاقتداء بسيرته العطرة، سيما فيما يخص محاولات الاساءة والتهجم التي تسعى للنيل من المسلمين والحاق الاذى بهم عبر تأجيج مشاعرهم.
وخير وسيلة في الذود عن حرمة رسولنا تكمن في الاقتداء باخلاقه صلوات الله عليه واله وسلم، وعدم الانجرار الى دعوات العنف والتحريض عليه، بل الخروج بتوصيات تعزز من سمو مكانة الاسلام في العالم، والتمسك بقوله عز وجل، “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.
فان قضية الاسترشاد بالنموذج تستدعي معرفة واسعة بما يتصف ويتميز به ذلك النموذج، ولا يصح أن نعتمد السماع فقط في هذا المجال، بل لابد أن يطّلع الانسان بنفسه للتعرف على شخصية النموذج وقدراته وتطلعاته الانسانية الهادفة الى تطور الناس في منهج الحياة وميادينها كافة، لذا يوصي سماحة المرجع الديني الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي، “لقد أمرنا الله تعالى في هذه الآية أن نتأسى برسوله صلّى الله عليه وآله في كل شيءٍ، ووصفه بأنه الأحسن في كلّ شيء، وأنه سبحانه أثنى عليه صلّى الله عليه وآله في آية أخرى ثناءً خاصاً، وذلك في قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم”.
ويضيف سماحته، “وإذا لم يكن الفرد قادراً على تغيير العالم فهو قادر على تغيير ذاته. فلنجرّب إذن، ولنحاول، ونبدأ بأنفسنا، في ترسيخ ومضاعفة التأسّي برسول الله صلّى الله عليه وآله، سنحسّ بالسعادة أكثر كلما ازددنا تأسّياً به وقرباً منه صلّى الله عليه وآله”.
فيا ايها الجمع المبارك جابه رسولنا الاكرم (ص) الاذى اثناء حياته بالإحسان، ودفع بالكلمة الطيبة والدعوة الرشيدة الاساءات التي كان يواجهها، على الرغم من تكالب المشركين على اذيته، حتى قال (ص)، “ما أوذي نبي مثل ما أوذيت”.
ايها السادة الكرام في هذا الملتقى المحفوف برحمة الباري وهداه، ما تواجهه امتنا الاسلامية اساءة لا ترد الا من خلال تغيير انفسنا واحوالنا اولا نحو الاصلح، والالتزام بأخلاق نبينا وسيرته العطرة، وانتهاج سيرته الكريمة وتعاليم ديننا السمحاء، الداعية الى التسامح ونبذ العنف والتحريض عليه.