رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى الأمم المتحدة في ذكرى اليوم العالمي للديمقراطية

في الوقت الذي تحي الهيئات الدولية ومنظماتها اليوم العالمي للديمقراطية في الخامس عشر من ديسمبر، تخوض العديد من شعوب الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي على وجه التحديد مخاضا مكلفا في سبيل ارساء دعائم الديمقراطية والحرية في بلدانها بعد عقود مريرة من الاستبداد والديكتاتورية البغيضة.
فيما لا تزال شعوب اخرى في نفس المنطقة تكافح في سبيل الاطاحة بعروش الطغاة الرابضين على مقدرات الدول وتعض على مفاصل الحكم بأنيابها، وهي انظمة قمعية سلطوية باتت معروفة للداني والقاصي لا حاجة الى تسميتها.
الا ان اكثر من يلفت للنظر ويثير الحيرة والاستياء هو هيمنة قوى التشدد والضلال على مقدرات بعض الشعوب الخارجة من بودقة الديكتاتورية حديثا، وباتت تلك القوى تحظى بدعم ومباركة غير محدودة من قبل الدول الغربية واطراف المجتمع الدولي.
فما يحصل في بلدان المغرب العربي الثائرة حديثا لا يبشر بضوء في نهاية النفق، بل بات المشهد السياسي اكثر ضبابية واثارة للقلق عما كان عليه في العهود الديكتاتورية، خصوصا بعد ان وقعت ولا تزال تستمر الانتهاكات الحقوقية والانسانية بشكل مفرط، فضلا عن مصادرة للحريات العامة والشخصية، وبروز ظاهرة المال السياسي وهيمنة الحركات الراديكالية المدعومة من قبل انظمة عربية استبدادية ركبت موجة الحراك الشعبي لإحباط التجارب الديمقراطية.
وهو ما يحدث الان في سوريا، بعد ان نجحت العديد من الجماعات التكفيرية المناهضة للديمقراطية وحقوق الانسان في عزل حركة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في تلك الدولة مطالبة بالإصلاح السياسي، لتشكل في سوريا وبمساندة بعض الانظمة الاستبدادية في الاقليم بؤر ارهابية تعمل على افراغ الثورة السورية من محتواها وتحويلها الى حرب اهلية نرى الغرب مع الاسف يدفع باتجاهها.
حيث تحولت تلك البؤر الارهابية مصدر تهديد لجميع الدول المجاورة في سوريا، وتعمل على ادخال البلدان المجاورة في دوامة صراع يسهل عليها تمرير اجندتها وانعاش مجاميعها المعادية لأبسط حقوق الانسان، كما هو الحال في العراق ولبنان والاردن.
لذا ترى مؤسسة الامام الشيرازي العالمية ان على الهيئات الدولية وحكومات المجتمع الدولي، خصوصا في هذه المناسبة الانسانية المهمة، على الجميع اعادة قراءة الاحداث بشكل موضوعي وانساني ونزيه في العالم العربي، حتى يتمكن الجميع من تبني مواقف عقلانية تسهم في مساعدة الشعوب المتحررة من قبضة الجماعات المتطرفة وهيمنتها، ووقف نزيف الدماء في سوريا، الى جانب بلورة موقف شجاع وواضح مما يجري من قمع للحراك السلمي المطالب بالديمقراطية في كل من البحرين والسعودية، ومساندة الديمقراطيات القائمة في كل من العراق والاردن والكويت ولبنان، التي تتعرض لهجمة شرسة بأدوات داخلية ممولة من الخارج.