رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى زعماء ورؤساء حكومات الدول العربية والاسلامية

بعثت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، ومقرها العاصمة الاميركية واشنطن، رسالة الى زعماء ورؤساء حكومات الدول  العربية و الاسلامية تدعوهم الى عقد قمة تصالحية تهدف الى حقن دماء المسلمين.

ادناه، نص الرسالة:

 حضرات السادة زعماء، ورؤساء حكومات الدول العربية والاسلامية

   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   لا تخفى عليكم الظروف المعقدة والعصيبة التي يمر بها العالم الاسلامي، خاصة بعد ان تحولت حالات اراقة الدماء الى ظاهرة يومية وكأنه نزيف مستمر في جسد الشعوب العربية والاسلامية، جراء تجاهل مصالح الشعوب في التنمية والحرية والكرامة والعيش بسلام ووئام واخوة.

   ان استمرار نزيف الدم ينذر بمخاطر جمة، تستدعي منكم وقفة مسؤولة ازاء حاضر ومستقبل البلاد الاسلامية.

   انكم تتحملون مسؤولية وقف نزيف الدم هذا على الاقل من الناحية الانسانية، فضلا عن الناحية الاسلامية والوطنية، فدماء واعراض وحاضر ومستقبل كل مواطن هي مسؤولية في رقابكم لا يمكن التهرب منها بتبرير او برمي المسؤولية على الاخرين، فكما هو واضح جدا فان القتل اليومي في مختلف البلاد العربية والاسلامية يتم على يد (المسلمين) انفسهم تحت مسميات وشعارات واهداف مختلفة.

   ان المرء ليحار من هذه الظاهرة الخطيرة في بلاد المسلمين، وهم يعرفون افضل من غيرهم ان الاسلام دين الرحمة والمغفرة والحب والاخوة والعيش الرغيد، فكيف يمكن لمن يمارس القتل في بلاده ان يدعو غير المسلمين في بلدان العالم الاخرى الى دين الاسلام، وهو الذي يدعي بانه يعمل من اجل نشر الاسلام في المعمورة وتعليم العالم قيم ومفاهيم الاسلام؟.

   كيف يمكن لمن يمارس القتل في بلاده ان يقنع الاخرين بان دينه هو دين المحبة والسلام والحرية والكرامة؟ اولم يقرا في محكم كتاب الله العزيز {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}؟.

   ان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية اذ تستنكر ظاهرة الاقتتال في البلاد الاسلامية، وتعمل بجد ومثابرة على مكافحة جذور هذه الظاهرة والمتمثلة بالجهل والتخلف والفقر والمرض وانعدام التكافل الاجتماعي وغياب العدل والمساواة وانتشار التمييز بكل انواعه، خاصة في المجال السياسي، في نفس الوقت، تدعوكم (ومن منطلق المسؤولية الشرعية) لعقد قمة يتم فيها تداول الامر بشكل جدي بعيدا عن التلاوم والتبرير، من اجل تحقيق مصالحة (اسلامية ـ اسلامية) بين مختلف دول العالم العربي والاسلامي الذي يكتوي بنيران العنف والارهاب بلا استثناء، ان بالفعل او بالقوة.

   لقد حان الوقت لوقف نزيف الدم في البلاد العربية والاسلامية، كما ينبغي اتخاذ التدابير الفورية لوقف الاقتتال بين المسلمين بازالة اسبابه وعوامله، وربما على راسها فتاوى التكفير التي تحرض على القتل على الهوية.

   نسال الله تعالى الامن والسلامة لبلاد المسلمين، وان ياخذ بيد حكماء الامة لتحقيق التي هي اقوم ولما فيه خير دنيا المسلمين وآخرتهم، انه سميع مجيب.

   20 شباط 2014