سلطان المؤلّفين

ان من يطلع على تجربة الإمام الشيرازي بعمق ودقة، سوف يصل الى قناعة تامة، بأن هذه التجربة الخلاقة، أعطت للبشرية أفكاراً إيجابية عميقة تساعد بقوة على تخليص العالم البشري من أزمات الاختلاف الحادّة التي تعصف به على الدوام، كما ان تنّوع تجربة الإمام وتعدّد مساراتها وأهدافها (باسلوبه الواضح والمبسّط)، تؤكد بأنه من الكتّاب والمفكّرين القلائل الذين أفنوا حياتهم في الكتابة والتأليف ونشر الفكر الإنساني الخلاّق.

يقول الكاتب حسن آل حمادة حول تجربة الإمام الشيرازي التأليفية:

(قد لا نعدو الحقيقة لو قلنا بأن الإمام الشيرازي: هو نابغة الدهر ونادرة التأليف، بل هو سلطان المؤلّفين، كما وصفه بذلك الدكتور أسعد علي أخيراً، فقد تجاوزت مؤلّفاته الألف إصدار، بين موسوعة وكتاب وكتيب وكراس، فسماحته لا يفتأ عن مسك القلم ليكتب ما فيه خير وصلاح لهذه الأمة. وقد “لا نخطئ إذا قلنا أن الهدف الذي نستنبطه من كتابات الإمام الشيرازي… يكاد لا يتجاوز تحقيق سعادة الناس، ووحدة المجتمع الإسلامي. ولكنه يعطي لمفهوم سعادة الإنسان بُعداً أخروياً، أي أنّ الهدف هو رضوان الله جلّ وعلا).
ومن الجدير بالذكر ان مؤلّفات الإمام الشيرازي قارب الـ (1500) مؤلَّف بين مجلّد ومتاب وكرّاس، وهو عدد كبير قياساً للتجارب التأليفية الاخر، لذلك يعرف عن الإمام حبّه الكبير للكتابة والقراءة المتواصلة، ناهيك عن نصحه المتواصل لكل من يلتقي على اهمية الاطلاع، والكتابة وما شابه، وهنا يقول الكاتب آل حمادة عن الإمام الشيرازي:
(من الأمور التي تتناقل عن سماحته، أنه دائماً ما ينصح زائريه بضرورة الكتابة والتأليف خاصةً في مجال تخصصاتهم، وفي معظم الأحيان يقدم لمريديه وبيده الكريمة، بعض مؤلفاته المناسبة لهم، والتي تتلاءم غالباً مع ثقافتهم؛ فالكثير من زوّاره لم يخرجوا من بيته، إلاّ وفي أيديهم ما يناسبهم من كتبه. والإمام الشيرازي لا يكتفي بتأليف الكتّاب ونشره، بل يشجع أفراد الأمة على الإسهام في ذلك، كل من موقعه).