شكر و دعاء المرجع الديني الكبير الامام السيد صادق الشيرازي دام ظله بمناسبة الزيارة الاربعينية المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين و لعنة الله على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين

وبعد: فانني – ومن منطلق الوظيفة الشرعية – اُقدّم و بكل تواضع شكري الكثير الكثير… لزوار الامام الحسين (عليه الصلاة و السلام) في الزيارة الاربعينية المقدسة -هذه الشعيرة الحسينية الالهيّة العظيمة- خصوصاً بالنسبة للمشاة منهم، رجالاً و نساءً ، كباراً و صغاراً

و هكذا اشكر كل من قدموا الخدمات للزوار الكرام و الزائرات الكريمات، و على شتى الاصعدة و كل المستويات و بجميع انواع الخدمة، سواء في كربلاء المقدسة او في الطرق اليها، داخل العراق و خارجه.

و كذلك ارفع شكري الجزيل للقائمين بامثال ذلك لاحياء هذه المناسبة العظيمة في سائر البلدان الاسلامية و غيرها.

و أدعو الله الكريم الوهاب لهم جميعاً بالمغفرة و علو الدرجات لشهدائهم الابرار، و الاجر الجزيل و الصبر الجميل لذويهم المفجوعين، و الشفاء العاجل لجرحاهم و مرضاهم، و قضاء حوائجهم و تسهيل امورهم.

و أن يبقيهم و يوفقهم الله (عزوجل) لامثال ذلك في الاعوام القادمة بجوامع الخير و العافية، مرضيين عند الله سبحانه و عند ساداتنا و موالينا اهل البيت الاطهار (عليهم الصلاة و السلام).

و أرفع أكُفّ الضراعة الى الله القريب المجيب في تعجيل فرج ولينا بقية الله من العترة الطاهرة الامام المهدي المنتظر (صلوات الله عليه) و ان يشمل الجميع برعايته الموعوده الواردة في التوقيع الرفيع عنه (عليه السلام).

و قد تواترت الروايات عن اهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) تضرعهم الى الله تعالى و دعائهم لزوار الامام الحسين (عليه الصلاة و السلام).

و منها الدعاء العظيم الوارد باسانيد عديدة و معتبرة عن مولانا الامام الصادق (عليه الصلاة و السلام) و الذي جاء فيه: (( اللهم، يا من خصّنا بالكرامة، و وعدنا الشفاعة.. اغفر لي و لإخواني و لزوار قبر ابي عبد الله الحسين، الذين انفقوا اموالهم، و أشخصوا أبدانهم رغبة في بِرّنا.. و سروراً ادخلوه على نبيك.. و غيظاً ادخلوه على عدوّنا.. و أعطهم افضل ما أمّلوه منك.. اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا. فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس.. و ارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا.. و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.. )).

ثم قال الامام الصادق (عليه الصلاة و السلام): (( من يدعو لزواره في السماء اكثر ممن يدعو لهم في الارض)). (١)

و في هذا المقام اُؤكّد على الجميع – حيث رجعوا عن أداء هذه الشعيرة المقدّسة بقلوب طاهرة، و أعمال مقبولة، و نفوس زكية – أن يتصدى كلٌ بما أمكنه، بتعبئة الطاقات من أجل تحقيق الهدف الأسمى للإمام الحسين (عليه الصلاة و السلام) في تضحيته الكبرى، و هو استنقاذ عباد الله من: [١] الجهالة [٢] و حيرة الضلالة [٣] و العمى [٤] والشك [٥] و الإرتياب، وخصوصاً الإهتمام البالغ بلملمة و جمع الشباب الأعزة والفتياة الكريمات، ليصبح عراق اهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) وسائر بلاد المؤمنين أمثلة راقية يُحتذى بها في العقائد الرصينة والخُلق الرفيع والعمل الصالح.

خصوصاً واليوم، يمرّالعراق الجريح الصامد المثابر- وغيره من بلاد الاسلام- بمرحلة حساسة و مظالم كبيرة و في غاية القسوة، حيث تكالبت عليها شتّى القوى الاقليمية و العالمية، حتى تخرج -بإذن الله تعالى- بأمنٍ و إيمان و طُمأنينة و سلام، و ذلك ببركة سيدنا و مولانا امير المؤمنين (عليه الصلاة و السلام).

و الله المتعال هو الولى لذلك كله.

 

٢١/صفر الاحزان/١٤٣٦هج.

صادق الشيرازي

____________________

(١) كتاب الكافي الشريف/ج٤/ص٥٨٢/الحديث ١١

     كتاب كامل الزيارات /ص٢٢٩/ الحديث ٣٣٦

     كتاب ثواب الاعمال (للشيخ الصدوق)/ص٩٤

     كتاب المزار (للشيخ الجليل ابن المشهدي)/ ص٣٣٤/ الحديث ١٤