في رسالة الى زعماء الدول الاسلامية بمناسبة أعياد الأشهر الثلاث، مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تدعو الى اطلاق سراح سجناء الرأي وتفجير الطاقات الشابة والخلاقة لتحمّل المسؤولية. وفي الرسالة:

في رسالة الى زعماء الدول الاسلامية بمناسبة أعياد الأشهر الثلاث، مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تدعو الى اطلاق سراح سجناء الرأي وتفجير الطاقات الشابة والخلاقة لتحمّل المسؤولية. وفي الرسالة:

السادة رؤساء وملوك وأمراء الدول الاسلاميَّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله سبحانه وتعالى دوام العزة للامة الاسلامية.
وبعد؛
ان التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة تتطلب من حكوماتها ان يكونوا بمستوى هذه التحديات من خلال تحديث السِّياسات والمنهجيات بما يمنح المواطن في بلداننا حرية التفكير والراي ليتمكن من تطوير ذاته ليكون هو الاخر بمستوى وعي المرحلة وتحدياتها.
اننا الان نعيش اجواء الأشهر العبادية الثَّلاثة [رجب الاصب وشعبان المعظم و رمضان المبارك] وما تحمل من قيم تجسدها الرموز الدينية التي ولدت او استشهدت في هذه الأشهر الكريمة، فما احرى بحكومات الدول الاسلاميَّة ان تجسد قيم هذه الأشهر ورموزها لتحقيق التحديث والإصلاح والتغيير المطلوب في السِّياسات والاستراتيجيات.
لتبدأ زعامات العالم الاسلامي بتوسيع دائرة حرية التفكير والراي لتلغي بالكامل ظاهرة سجناء الراي التي لازالت للاسف الشَّديد واحدة من اسوء الظواهر في عالمنا الاسلامي والتي تتعارض كليةً مع قيمنا الدينية التي تحث على حرية التعبير.
كما ينبغي إطلاق سياسة توزيع الثروة وتكافؤ الفُرص لتفجير الطاقات الشابة والخلاقة التي لازالت تعيش الكبت والتغييب بشكل من الاشكال.
ان المجتمع الذي يُزجُّ علماءه ومفكريه ومثقفيه بالسجون والمعتقلات بسبب رأي او تغريدة، وان مجتمع لا يجد فيه النشء الجديد أَيَّة فرصة لإثبات نفسه وتفجير طاقاته وليس أَمامهُ ما يمكن ان يساعده على إيجاد شخصيته ودوره الإيجابي الخلاق في المجتمع، لا يمكن ان نتوقع منه التطور ليلحق بالتقدم الحضاري الكبير الذي تشهده البشرية الْيَوْم.
ان امام حكومات العالم الاسلامي الان فرصة تاريخية لتثبت قدرتها على قيادة مجتمعاتنا نحو المستقبل وليس نحو الماضي، وذلك من خلال إصلاح السِّياسات والاستراتيجيات والمناهج بما ينسجم وأدوات التحدي الحضاري الحالي.