مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تصدر بيانا بمناسبة ذكرى الشهيد السيد حسن الشيرازي

اصدرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية بيانا  بمناسبة ذكرى مرور 28 عاما على استشهاد المفكر الاسلامي الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، طالبت فيه بالوفاء لذكرى الشهداء الذي ضحوا بدمائهم في سبيل نصرة المظلومين وتحقيق الحرية لشعوبنا المقهورة، وقال الأمين العام لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية آية الله السيد مرتضى الشيرازي في بيان صدر من مدينة كربلاء المقدسة في العراق ان الشهيد الشيرازي كان مثالاً للعبد الصالح والمفكر العالم والمجاهد، وكان  من الشخصيات البارزة  المتميزة في الساحة الإسلامية الفكرية والجهادية، فقد كان (رضوان الله عليه) مفكراً وخطيباً ومحدثاً ومؤلفاً وعالماً وأديباً من أعلام الصحوة الإسلامية المعاصرة.

ودعى البيان الى الوفاء لتلك الدماء الزكية وعدم ترك ما قدموه لنا من ثمار العلم والجهاد تذهب في مهب رياح المصالح الفئوية الحزبية الضيقة، وعدم تكريس سلوكيات الاحتكار والاستئثار والاستبداد، كما دعى البيان الى شراكة حقيقية نحو خدمة الصالح العام وتحقيق طموحات الناس واحلامهم في الحرية والاستقرار والاستقلال والتقدم والامن والازدهار، ودعى البيان ايضا الى احياء (سامراء) ليس ببناء المرقد المقدس فقط، بل بالتصدي ايضا للفكر التكفيري الجاهلي الذي وقف خلف تفجير ذلك المشهد الطاهر.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

(( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)) سورة الاحزاب – الاية 23

تمر علينا – ونحن نعيش في هذه الايام منعطفا تاريخيا خطيرا جدا-  الذكرى الثامنة والعشرون على استشهاد المفكر الاسلامي آية الله المجاهد السيد حسن الشيرازي(رضوان الله عليه) الذي وقف نفسه لأمته ونذر نفسه للنهوض بشعبه والذي آلى على نفسه ان يجاهد بفكره ولسانه وقلمه ودمه في هذا الطريق حتى يلتحق بركب الشهداء السعداء من آبائه وأجداده الطاهرين (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) (174)(آل عمران).

ونحن حينما يمر علينا يوم السادس عشر من جمادى الثانية في كل عام، نستذكر الشهيد الشيرازي ونستذكر معه تلك الدروس والعبر التي سطرها الشهيد المجاهد(قده) بفكره وأخلاقه وعلمه وشعره وأدبه ودمه الطاهر ايضا.

فقد كان مثالاً للعبد الصالح والمفكر العالم والمجاهد، على شتى الابعاد والاصعدة، وكان  من الشخصيات البارزة  المتميزة في الساحة الإسلامية الفكرية والجهادية، وأحد كبار علمائها الابرار الذين اخذوا على عاتقهم  نشر المفاهيم الإسلامية الغرّاء بأبهى صورها،  فقد كان (رضوان الله عليه) مفكراً وخطيباً ومحدثاً ومؤلفاً وعالماً وأديباً من أعلام الصحوة الإسلامية المعاصرة.

وكان هو ذلك الذي وقف بوجه الباطل بكل جرأة وشجاعة وقال له: انت الباطل، ولم ترهبه سطوته وسلطانه وجيوشه، وكان هو الذي وقف مع الحق في زمن قل فيه الصامدون مقتدياً بالإمام أمير المؤمنين عليه السلام حينما يقول(ما ترك لي الحق من صديق)، كيف لا ومعلمه الأول الإمام الحسين عليه السلام حيث انطلق من مدينته المقدسة كربلاء حاملاً على عاتقه نشر الفكر المحمدي – العلوي وسيرة أهل البيت عليهم السلام، ليصل بها إلى الكثير من بقاع العالم، تاركاً لنا إرثا كبيراً ينبغي علينا أتباعه وحمله وإكمال ما بدأ به كي يكون جزء من وفائنا لما أجاد به من أجل الإسلام الحنيف…

فيا ابناء شعبنا الكريم ويا اباة الضيم  ونحن إذ نمر في ظروف صعبة ومصيرية ومؤلمة تحاصر بلدنا العزيز من كل الجوانب علينا ان نكون بمستوى المسؤولية وان نخطو وراء القادة الذين ارادوا بناء صرح الإسلام العظيم بكل ما أوتوا من قوة فكرية وعلمية وإنسانية، وان نتصدى بقوة لكل من يريد أن يهدم بعض قواعد الشريعة بأفكار التضليل والتزييف او بأساليب الاستئثار والمصلحة الفئوية الضيقة.

 ووفاء منا لتلك الدماء الزكية علينا أن لا نترك ما قدموه لنا من ثمار العلم والجهاد تذهب في مهب رياح المصالح الفئوية الحزبية الضيقة، وان لا نكرس سلوكيات الاحتكار والاستئثار والاستبداد، وان نتحرك في شراكة حقيقية نحو خدمة الصالح العام وتحقيق طموحات الناس واحلامهم في الحرية والاستقرار والاستقلال والتقدم والامن والازدهار، وان نحافظ على نزاهة حركتنا بعيدا عن الانتهازية والمصلحية،  وعندها نكون قد استمرينا في أثرهم وكنا لهم من الأوفياء .

كما علينا جميعا تقع مسؤولية كبرى هي احياء (سامراء) ليس ببناء المرقد المقدس فقط، بل بالتصدي ايضا للفكر التكفيري الجاهلي الذي وقف خلف تفجير ذلك المشهد الطاهر.

ويكفي ان نتذكر الشهيد الشيرازي وهو يتحرك بقوة الاعصار ليكرس دعائم مدرسة اهل البيت عليهم السلام في العالم وليدافع – بكل ما اوتي من حزم وعزم – عن شيعة اهل البيت عليهم السلام وليرفع صوته عاليا وليكرس الجهود الجبارة – في زمن سكت فيه الكثيرون – لاعادة اعمار البقيع المقدس.

وما عسى الشهيد الشيرازي ان يقول لو كان حيا بين ظهرانينا لشهد فاجعة تفجير مرقد الامامين العسكريين بسامراء ؟ ونحن لنا القوة والصولة والجولة اليوم؟…

ان علمائنا الابرار هم القدوة والاسوة وهم مصابيح الظلام والهداة الى دار السلام، فلنتأس بهم ولنقتد ولنستعن على ذلك بالدعاء والتضرع الى الله القوي العزيز، وبعزيمة جبارة، وسعي حثيث ..

فرضوان الله على أرواحهم جميعا ولاسيما فقيد العراق: الشهيد السيد حسن الشيرازي، بل فقيد الامة الاسلامية  وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث إلى ربه شهيدا وشاهدا.

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) سورة آل عمران

لازلت حيا ويبقى الحبر والكلم                     ولا يموت شهيد كله شــــــيم

وما عدمناك نجما في الهدى القا                     يلوح ما لاح في أجوائنا الظلــم

 

السيد مرتضى الشيرازي

العراق-كربلاء  المقدسة

الخامس عشر من جمادي الثاني 1428

30/6/2007