في اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الموافق السابع عشر من أكتوبر، ترفع مؤسسة شيرازي فاونديشن العالمية صوتها للتذكير بأن الفقر ليس مجرد تحدٍ اقتصادي، بل هو قضية أخلاقية وإنسانية تتطلب تضافر الجهود لإنهاء المعاناة التي يعيشها المليارات حول العالم.
موقف الإمام علي (عليه السلام) من الفقر والعدالة الاجتماعية
إن الرؤية الإسلامية، كما تجسدت في سيرة وحكم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، تضع مكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية في صدارة الأولويات. لقد كان الإمام علي (عليه السلام) يعتبر الفقر المدقع تهديدًا لأمن المجتمع وسلامه الإنساني، وعاملاً رئيسيًا في انتشار الجهل والرذيلة.
من أبرز مواقفه ومبادئه في هذا الشأن:
* المسؤولية الكاملة للحاكم والدولة: أكد الإمام في عهده لمالك الأشتر على أن رعاية الطبقة الفقيرة والمحتاجة هي أهم واجبات الحاكم، وحذر من إهمالهم.
* توزيع الثروة والعدالة في العطاء: عرف عنه (عليه السلام) التشدد في مسألة البيت المال، حيث كان يرفض التفريق في العطاء على أساس الحسب والنسب، بل على أساس الحاجة والاستحقاق، لضمان وصول الموارد إلى المستحقين.
قال (عليه السلام): “ما جاع فقير إلا بما متع به غني” – إشارة واضحة إلى العلاقة بين الاحتكار والحرمان.
* الأسبقية للفقراء والمحتاجين: كان يوجه عماله وولاته إلى إعطاء الأولوية للذين يعيشون في ضنك العيش وتوفير كرامتهم الإنسانية.
هذا المنهج يؤكد أن الفقر لا يجب أن يُعتبر قدراً محتوماً، بل هو ناتج عن خلل في التوزيع والعدالة، ويجب على المجتمع والدولة العمل على تصحيحه.
نداء المؤسسة للدول الغنية والمجتمع الدولي
إن مؤسسة الشيرازي فاونديشن العالمية تطلق نداءً عاجلاً بمناسبة هذا اليوم إلى:
* الدول الغنية وأصحاب الثروات: ندعوكم لتحمل مسؤوليتكم الأخلاقية والإنسانية تجاه شعوب العالم الفقيرة والمنكوبة. يجب أن تتجاوز المساعدات التقليدية لتشمل استثمارات حقيقية في البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية في الدول الأشد فقراً.
* رفع المساعدات الإغاثية والإنسانية: ضرورة زيادة الدعم الفوري والعاجل للشعوب التي تعاني من الصراعات، والكوارث الطبيعية، والأزمات الاقتصادية الخانقة، بما يضمن لهم الحياة الكريمة ويحفظ كرامتهم.
* إلغاء أو تخفيف الديون: نطالب بالنظر في إلغاء ديون الدول الفقيرة التي تستنزف ميزانياتها وتمنعها من توفير الخدمات الأساسية لشعوبها.
* تعزيز التنمية المستدامة والعدالة التجارية: العمل على إنشاء نظام تجاري عالمي أكثر عدلاً، وتمكين الدول النامية من الوصول إلى الأسواق العالمية بشروط منصفة.
نؤكد أن التضامن العالمي والعمل المشترك هما الطريق الوحيد للقضاء على الفقر المدقع وتحقيق مبادئ العدالة التي نادى بها الإمام علي (عليه السلام).
ختاماً، ندعو الجميع، أفراداً ومؤسسات ودولاً، إلى العمل بروح الإيثار والمسؤولية لإحداث تغيير حقيقي في حياة الفقراء والمحتاجين حول العالم.




















