بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبةالذكرى الاولى لإنطلاق الانتفاضة الشعبية فيالبحرين

bahr-111

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطاهرين
خلال هذه الأيام تمر علينا الذكرى الأولى لانطلاقالانتفاضة الشعبية المطالبة بالحرية والحقوق الدستورية والانسانية في البحرين، وإذ تنظر الأمم المتحدة والمنظماتالدولية الخاصة بحقوق الإنسان وشعوب العالم الحر بعينالأهمية لبعض لانتفاضات الشعبية في المنطقة العربيةولاتولي الاهمية المطلوبة لانتفاضة البحرين، يجدد أبناءالبحرين تمسكهم بسلمية انتفاضتهم والمطالبة بحقوقهمالمشروعة، فانتفاضة هذا الشعب لم تأت جزافا، ولااعتباطا، ولا بطرا، بل هناك حقوقا ضائعة، وحرياتمسلوبة، وحياة لا ترقى لكرامة الإنسان، بسبب سياساتالحكومة الظالمة لشعبها.
إن القوانين الدولية والإنسانية تعطي الحق للشعوب أنتحكم نفسها بنفسها وتقرر مصيرها من دون قهر أو ظلمأو تسلط، كما إنها تكفل لجميع الشعوب حق حرية التعبيروالتظاهر والاعتصام، وتدين بل وتجرم كافة أنواع العنفوالبطش أو استخدام القوة من قبل الحكام ضد شعوبهم.
إن ما أفرزته تصرفات السلطات البحرينية من إجراءاتقمعية وتعسفية ضد المتظاهرين السلميين في العامالمنصرم كان نتيجته مقتل ما يزيد على الـ 40 شخصاً،واعتقال قرابة 800، والتحقيق مع قرابة 300، وإحالةقرابة 100 إلى محاكمات استثنائية، وإدانة أغلبهم، فضلاًعن فصل قرابة 1700 شخص من وظائفهم في الدولةوالقطاعين العام والخاص، وفرض قيود واسعة علىالحريات العامة والشخصية، وهي تعد نسبة كبيرة إذا ماقورنت بعدد سكان البحرين الاصليين، وتعد كذلك مؤشراًخطيراً على توجه السلطة في البحرين نحو العنف وتركلغة الحوار أو الاصغاء لمطالب المتظاهرين، ورغم الحقائقالكبيرة والكثيرة التي أظهرها تقرير (بسيوني) إلا أنهاتعد جزء من حقيقة القمع الذي واجهه ابناء البحرين.
لقد أثبتت التجارب إن ضعف الحاكم وبخاصة الدكتاتوريظهر حينما يلجأ الى السلاح كإسلوب وحيد لمواجهةالمتظاهرين أو المحتجين، كما إن التجارب أثبتت أيضاً إنزوال الحكم والسلطة يبدأ بانتهاج الحاكم للعنف، وإنمصيره الى الزوال ولو بعد حين، وخير دليل هو سقوطانظمة الحكم الظالمة في العام 2011م في العديد منالدول العربية.
فمن مصلحة حكام البحرين الاصغاء لشعوبهم كما وجهبذلك سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادقالشيرازي (دام ظله) بالقول: (لأهمية ما يجري في دولةالبحرين وبعض الدول الإسلامية الأخرى من أحداث فأننا،نبدي بالغ أسفنا وعميق حزننا على أرواح الشهداء،ونطالب السلطات البحرينية للاستماع لمطالب أبناء شعبهاوعدم استخدام القوة في قمع المتظاهرين فالعنف لا يولدإلاّ عنفاً).
إننا ومن منطلق المسؤولية ندعو البحرينيين كافة الىالتمسك بمطالبهم التي خرجوا وضحوا من أجلها عبر:
1- التمسك بسلمية الانتفاضة واللاعنف وعدم الانجرارخلف الاعمال الاستفزازية التي تحاول السلطات الحكوميةاستدراجهم اليها، فالسلطة هناك طالما سعت وبأيديعساكر ما يسمى بدرع الجزيرة الى الاستفزاز بالاعتداءعلى دور العبادة وتهديمها تارة وبانتهاك حرمة المساكنواعتقال النساء تارة أخرى.
2- فضح الانتهاكات التي تقوم بها القوات الامنيةوالمرتزقة داخل صفوف المجندين من خلال تكثيف الاتصالبوسائل الاعلام المختلفة.
3- تكثيف الجهود مع المنظمات الحقوقية الدولية وجمعالادلة للجرائم التي ترتكبها القوات الامنية ضد المدنيينالعزل.
4- السعي الى الاتصال بكافة الدول والمؤسسات والمنظمات الدولية للضغط على النظام الحاكم في البحرين والاستجابة للمطالب الشعبية.
5- مساعدة الضحايا واسرهم عبر تقديم مختلف المساعدات الانسانية والدفاع عن حقوقهم المنتهكة.
نسأل الله تعالى ان يمن على مختلف الشعوب المظلومة وخصوصا الشعب البحريني بالحرية والامان والاستقرار والازدهار، وان ينالوا حقوقهم وكرامتهم الانسانية سريعا عاجلا.