Forgot Password

عن المؤسسة

التعريف بمؤسسة الامام الشيرازي العالمية

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف الانبياء و المرسلين و على اله الطيبين الطاهرين و اللعنة على اعدائهم الى يوم الدين.

قال الامام امير المؤمنين – علي – عليه السلام – ((تعلموا العلم فان تعلمه حسنة… يرفع الله به اقواما يجعلهم في الخير ائمة يقـــــتدى بهم، ترمق اعمالـــــهم، و تقتبس اثارهم)).

 

الفلسفة

” احياء ذكرى العظماء ” هو عنوان “هوية الامة “.. فكلما تحلت الامة ببصيرة نافذة و برؤية استراتيجية تستشرف افاق المستقبل، فانها – بالقدر ذاته – تتمسك بـ ” عظمائها ” و ” قادتها التاريخيين ” كلما مر عليهم الزمن، اكثر فأكثر، ذلك ان ” العظيم ” يظل يسمو بـ ” روحه ” و ” بافكاره، و رؤاه ” فوق حاجز الزمن حيث يكون هو البلسم للجراح و الدواء للامراض… على مر التاريخ.

ومن عظيم منن الله و فضله على خيرة عباده ان منحهم الحياة الخالدة فى الدنيا قبل الاخرة، على غراراستجابته سبحانه وتعالى لدعوة ابي الانبياء ابراهيم – عليه السلام – (و اجعل لي لسان صدق في الاخرين).

و الامام المرجع الديني الاعلى السيد محمد الحسينى الشيرازي (قدس سره) كان بحق من النوادر الذين استطاعوا ان يسموا فوق حاجز الزمن ليكونوا (شمس هداية) للاجيال..

وكان بحق الجسر الواصل بين الماضى السحيق و الحاضر المرّ و المستقبل الواعد، حيث اقتبس (الاصالة) و (العمق) و (الدروس و العبر) من قاموس الرسل و الانبياء و الائمة – عليهم السلام – عبر التاريخ، و عايش (الحداثة) و (مأساة الامة) فى حقبة اتسمت بشتى التقلبات و بمختلف المتطلبات، و مزج ذلك كله بفكر موسوعي شمولي ثاقب و ببصيرة ايمانية نافذة، ليرسم للامة – كل الامة – معالم الغد السعيد و ملامح المستقبل الوضّاء.

و قد ترك (رضوان الله تعالى عليه) للامة – بل للبشرية – (ارثا) فكريا واعدا.. لا يقدر بثمن، و ثروة علمية هائلة تكفل باذن الله للامة الرقي و الازدهار و السعادة و الغنى و الامن و الايمان و السلام.

فكان كما قال جده رسول الله –صلى الله عليه و اله و سلم – (ما تصدق الناس بصدقة افضل من علم ينشر) و كما قال الامام امير المؤمنين – عليه السلام – (العالم حي و ان كان ميتا).

و لاجل ذلك كله كانت (مؤسسة الامام الشيرازي(قدس سره) العالمية) عنوانا لمدرسة عريقة تتبنى طموحات الامة و احلامها و امالها و تعايش الامها و جراحها و تعكس في مراياها الكثير من الرؤى و الافكار و الحلول و البلاسم للكثير من الازمات و العقد… في مسيرة الامة والانسانية جمعاء.

و من هنا فان (مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) ليست سياجا يحتجز هذه المدرسة المعطاء بداخله، و ليست حدا فاصلا او جدارا عازلا او حكرا على احد.. بل هى (ذلك الملجأ الشاسع و الاطار العريض) و تلك (الخيمة الواسعة) التي تضم بين جنباتها كل مفكر و كل مؤسس و كل مربّ و كل مثقف… انها (المصباح) على الدرب و (النبع) فى الطريق و (الامل) فى الافق…

و لذلك كان من الطبيعي ان تكون (مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) ملكا لكل من اغترف من معين (هذه المدرسة) العذب وارتوى من نبعها الثر، و لكل من يشاطرها الامها و امالها و يحمل افكارها و يتبنى رؤاها و قيمها.

و اننا نرى ان الجميع ممن يتحمل مسؤولية الامانة (شركاء) فى هذا الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة المعطاء، و نأمل ان تتظافر الجهود و تتلاحم الايدي اكثر فاكثر لنكون جميعا كما قال جل و علا (و تعاونوا على البر و التقوى).

 

الاهداف

(مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) تعتبر (الترشيد و التطوير) و (الحرية و السلام) و (الرحمة و الايمان) و(العدل و الاحسان) و (الامن و الاستقرار) و (الرقى و الازدهار).. رؤى واهدافا ترنو اليها كل الامة بل البشرية جمعاء , ومن اهدافها الاساسية الكبرى ترجمة هذه المعالم الفكرية الى واقع معاش.

والمؤسسة تتخذ من الايات القرانية و الاحاديث النبوية , و اخبار آل البيت الاطهار – عليه السلام – خير مرشد و دليل لرسم الاهداف و تحديد الوسائل و انتخاب الهيكلية..

قال الله تعالى : (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة).

و (لا اكراه في الدين).

و (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف).

و (ما ارسلناك الا رحمة للعالمين).

و (يؤمنون بالله و اليوم الاخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات).

و (ان الله يأمر بالعدل و الاحسان).

و (ليقوم الناس بالقسط).

و (يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الاغلال التى كانت عليهم).

 

الوسائل

تنطلق (مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) لتحقيق تلك الاهداف من منطلق سليم وراسخ ومن قاعدة قوية صلبة…

ذلك ان الامام الراحل العظيم خلّف معينا لا ينضب و ثروة كبرى من الافكار و الاطروحات و التجارب و الكتب و الدراسات.

كما ربى اجيالا من الكفاءات و الكوادر و القيادات، و احدث موجة (مؤسساتية) كبرى فى ارجاء العالم.

و منح الامة – الى ذلك كله – من خلال سيرته وحياته الشخصية, الانموذج التطبيقي المعاصر لمدرسة اهل البيت – عليهم السلام – الاخلاقية، و التجسيد المثالى الاخاذ للعالم الربانى، الصابر، المحتسب، الزاهد في ملذات الحياة، الواقف نفسه لذات الله.

و لذلك فان(مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالميه) اخذت على عاتقها – مستعينة بالله العلي العظيم و ببركات رسوله الكريم و عنايات اهل بيته الاطهار – عليهم السلام – مهمة : –

1 – الاضطلاع بـ تحقيق و ترجمة و طباعة و نشر مؤلفاته العلمية و الفكرية و الثقافية و الاخلاقية و غيرها , بدءا من موسوعته الفقهية الكبرى حتى اصغر كتيب , و التى تجاوزت الالف و مأتين و ستين كتابا و كتيبا في شتى الابعاد.

و المؤسسة تصبو الى ترجمة تلك المصنفات الى كافة اللغات الحية فى العالم، و بثها كذلك – و بشتى اللغات – على مواقعها العديدة فى الانترنيت.

2 – شحذ الهمم و استفراغ الوسع و بذل كافة الجهود لكى تتحول افكاره الحيوية (كالشورى – الحرية – الاخوة – الامة الواحدة – السلم – العدل و الاحسان – المناقبيات) المستقاة من صريح القران الكريم و روايات اهل البيت – عليهم السلام -، الى واقع عملي يكفل للامة الاسلامية (نهضة حضارية كبرى) و لسائر الامم (الامن و السلام و الازدهار) و ذلك عبر: –

أ – السعي لكي تتبنى قيادات الامة تلك الافكار و لكي يتبنى جمع من كبار العلماء و المفكرين اشباعها بالبحث و الدراسة و الانضاج و البلورة.

ب – اصدار دراسات و بحوث دورية و بشكل متواصل و لمختلف الشرائح الاجتماعية.

ج – طرح و نشر تلك الافكاربشكل موسع في الجامعات والمعاهد العلمية المختلفة والعمل على بثها وتوزيعها ونشرها في شتى وسائل الاعلام من جرائد و مجلات و اذاعات و تلفزيونات بشكل يهدف الي ايجاد تموجات فكرية نهضوية حضارية عــلى مستوى الامة بل على مستوى العالم كله.

3 – ترشيد و تطوير كافة المؤسسات التي تأسست على يدي الامام الراحل” قدس سره” او التي حظيت بـ رعايته او التي انبثقت من افكاره و اطروحاته، والعمل على الاكثار منها وليس المحافظة عليها فحسب.

4 – مواصلة المسيرة التربوية , عبر دعم و ترشيد الحوزات العلمية والمدارس، و بناء الكفاءات و الكوادر و القيادات.

5 – تكريس ملامح و معالم و اسس المدرسة الاخلاقية التى تجسدت اول ما تجسدت في سلوكه و جوارحه و تجذرت في جوانحه قبل ان تسطع كالشمس في كلماته و مواعظه و مؤلفاته، عبر ترويج و تجذيرالمناقبيات الايمانية فى النفوس و الارواح , من خلال تبنى الدعوة الى ” التواضع لله و للناس و للعلم و للعمل ” ” الزهد فى ملذات الحياة الدنيا ” ” سعة الصدر” ” السلم ” ” الجماهيرية ” و سائر المناقبيات التى اسهب في الحديث عنها الراحل العظيم في الكثير من مؤلفاته وفي سفره الخالد (الفضيلة الاسلامية).

6 – تبني منهجية (الثقة بنصر الله) و (الصلابة في الايمان) و (الرسوخ في العزيمة) و (التصدي للحيف و الاجحاف) اينما وجد، والذي تبناه الراحل العظيم طوال حياته حيث كان ذلك الامتداد لمنهج الانبياء و الرسل و الائمة – عليهم السلام – عبر التاريخ، في الدفاع عن المظلومين والدعوة الى تحقيق العداله والانصاف والاحسان فى العالم.

المنهج و الهيكلية

تتخذ (مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) (الشورى و اللاعنف).. منهجا.

و اللامركزية – الموجهة (لا مركزية ادارية تتزواج مع تواصل معنوي روحاني و توجيه فكري).. طريقا.

و الحالة الرعوية، و الترفع عن الاطر الضيقة.. سمة

و التنسيق و التكامل مع كافة المؤسسات و القوى و الشرائح الاجتماعية.. استراتيجية

ان (مؤسسة الامام الشيرازي – قدس سره – العالمية) شديدة الثقة، عظيمة الامل بالله الكريم الرؤوف الرحيم، و بالطاف و عنايات و فيوضات رسوله الامين (صلى الله عليه و اله وسلم) و ال بيته الكرام الطيبين (عليهم السلام)، ثم بجهود و اسهام و مشاطرة العلماء و المفكرين و الكتاب و الخطباء و الاساتذة و اصحاب المؤسسات…

وقد قال الله تعالى فى الحديث القدسي (منك الحركة و مني البركة)

وقال الامام علي عليه السلام – (يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه) و قال (ما رام امرئ امرأ الا ناله او دونه).

و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و اله اجمعين.

السيد مرتضى الشيرازي