مؤسسة الامام الشيرازي العالمية مخاطبة المسلمين في ارجاء المعمورة: توظيف مناسبات الشهر الفضيل للتضرع الى الله تعالى

دعت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، ومقرها العاصمة واشنطن، المسلمين في ارجاء المعمورة، الى توظيف مناسبات شهر رجب الاصب الفضيل للتضرع الى الله تعالى والتقرب منه اكثر لقضاء حوائج المؤمنين وازالة الفتنة العمياء التي يمر بها المسلمون في كل مكان.
ادناه نص البيان الذي صدر عن المؤسسة بمناسبة  شهر رجب الاصب، والذي فيه الكثير من المناسبات المهمة منها الليالي البيض (13 و 14 و 15) وذكرى مولد الامام امير المؤمنين وسيد المتقين على بن ابي طالب عليه السلام في الثالث عشر من الشهر الفضيل:
ايها المسلمون في كل مكان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال العظيم في محكم كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} صدق الله العلي العظيم.
يمر علينا هذا العام شهر رجب الاصب، وحالنا يرثى له، فمجازر وقتل وارهاب وعنف وحروب عبثية وتآمر بعضنا على بعض، تعم بلاد المسلمين من اقصاها الى اقصاها، ولازال النظام السياسي الديكتاتوري والاستبدادي البوليسي هو الذي يحكم في اغلب بلداننا الاسلامية، فيما راحت حفنة من الارهابيين يصادرون الدين الاسلامي الحنيف ليسوقوه الى الراي العام العالمي وكانه دين العنف والارهاب والغاء الاخر، دين العبودية للطغاة والسكوت على الظلم، دين التخلف والخرافات، في الوقت الذي نحن نعرف، والجميع يعرف، ان الاسلام هو دين الانسانية، وهو دين سمح يتعامل مع العقل والعاطفة بتوازن تام، لا يفرط في شئ ابدا، وانه برئ من هذه الحفنة الضالة التي تتاجر باسم الدين والدين منها براء.
ان علينا ان نجمع بين العمل الصالح والامل بمستقبل افضل مع التضرع الى الله تعالى لانقاذ المسلمين مما هم فيه، والاخذ بيد علمائها وفقهائها ومفكريها للتي هي اقوم من اجل ان تضمن الامة قيادة حكيمة تعي الظروف التي تمر بهم ولا تتجاوز على الثوابت ولا تتحول الى آلة بيد الحكام الظالمة الذين سخروا كل شئ من اجل ترسيخ سلطاتهم الظالمة، ومن ذلك الدين وبعض (علمائه وفقهائه) ليصدروا الفتاوى التي يحتاجها الحاكم الظالم وليس ما تحتاجه الامة لتنير بها الطريق وصولا الى الهدف الاسمى في التقرب بالعمل الصالح الى الله تعالى.
ان التضرع الى الله تعالى يقرب العبد الى ربه، ما يحصنه من الانزلاق في الفتن، ويهديه للتي هي اقوم، فالمسلم يحتاج الى توفيق من الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة، خاصة في زمن الفتن، كما هو الحال الان، ولا يمكن ان يحصل المسلم على مثل هذا التوفيق اذا كان بعيدا عن ربه ناسيا لذكره، لا يساله حاجته والتوفيق لمرضاته.
وان من بين المناسبات العظيمة في هذا الشهر الفضيل، رجب الاصب، هي الليالي البيض (13 و 14 و 15) والتي نبهنا الله تعالى اليها من خلال نبيه الكريم (ص) لتكون لنا محطة اساسية لصقل نفوسنا وغسلها وتنظيفها من ادرانها وما علق بها من اوساخ الدنيا.
كما ان في هذا الشهر الفضيل ذكرى مولد امام المتقين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، والذي يعلمنا فلسفة الاخلاص والصدق مع الله تعالى، ومحاربة الرياء وطلب السمعة وحب الظهور، والمتاجرة بالدين لخدمة الاغراض الشخصية.
لقد سعى الامام عليه السلام الى ان يقيم سلطة العدل، عندما ساوى بين المسلمين ولم يميز بينهم على اي اساس جاهلي، كالتمييز الديني او الاثني او غير ذلك.
نسال الله تعالى ان يوفقنا لعبادته في هذا الشهر الفضيل، وان ينزل شآبيب رحمته على المسلمين في كل مكان، وان يزيل هذه الغمة عن هذه الامة.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
رجب الاصب عام 1433 للهجرة النبوية الشريفة
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية