دعوة زعماء وقادة العالم الى ايجاد حلول عملية لاوضاع دول الشرق الاوسط.

وفي الرسالة:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

تغتنم مؤسسة الامام الشيرازي العالمية فرصة انعقاد مؤتمر القمة الانسانية العالمية في اسطنبول التركية لدعوة قادة العالم المجتمعين هناك الى وقفة جدية لوضع الحلول الناجعة للاوضاع الحرجة التي تمر بها الكثير من بلدان الشرق الاوسط، وذلك انطلاقا من المسؤولية المشتركة التي تقع على كافة اعضاء المجتمع الدولي على الصعيدين القانوني والاخلاقي، فضلا عن الجانب الانساني.

فكما يدرك المشتركون في هذه القمة الانسانية ان تداعيات العنف والاقتتال وما رافقهما من انحدار كبير وخطير للشؤون الخاصة بحقوق الانسان في الشرق الاوسط باتت تنزلق الى منعطف بالغ الضرر، واصبحت حياة مئات الملايين من السكان على المحك، سيما بعد تدهور المستوى المعيشي والامني والاجتماعي.

ايها السادة المجتمعون في اسطنبول آن الاوان لتضعوا الاجندات الخاصة والمصالح الفئوية والصراعات المختلفة جانبا للبحث والوقوف على حقيقة الازمات التي تضرب جزءاً مهماً من العالم، سيما ان ما اسفرت عنه من ارهاب اعمى وعنف مستشري وخسائر انسانية ومادية لم يعد محصوراً في مكان واحد او بقعة محددة من العالم، واصبح الخطر يستهدف الجميع دون استثناء، بعد ان امتدت حرائق الدول التي تعاني الارهاب الى عواصم اوروبا وامريكا والكثير من المجتمعات القريبة او البعيدة عن الشرق الاوسط على حد سواء.

لذا يفرض عليكم انتمائكم الانساني، ومسؤولياتكم القانونية عدم اغفال ما يجري والاكتفاء بالمساعي الخجولة لدرء الضرر او دفعه عن مناطقكم او بلدانكم او مجتمعاتكم، بل يتطلب الوضع من الجميع مد يد العون والمساعدة للدول المضطربة وحكوماتها للحد من تفاقم ازماتها بشكل اكبر قد يفضي الى الانهيار التام.

ايها السادة ان المحنة التي تمر بها سوريا او العراق او لبنان او مصر او ليبيا وباقي الدول المجاورة تستدعي التمعن في اسباب الاشكاليات القائمة سيما ظاهرة الارهاب التكفيري، والعمل الجاد على مكافحته وتجفيف منابعة، الى جانب المساهمة في دعم اقتصاديات تلك الدول والوقوف الى جانبها لتخطي معاناة شعوبها والعبور بهم الى بر الامان والاستقرار والذي سينعكس ذلك دون شك ايجابا على استقرار دولكم ايضا.

والله من وراء القصد