على الشعب البحريني التمسك بسلمية الاحتجاجات والسلطة بترجيح لغة المنطق

على الشعب البحريني  التمسك بسلمية الاحتجاجات والسلطة بترجيح لغة المنطق

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. صدق الله العلي العظيم.

بأسى شديد ومرارة تلقت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية انباء التصعيد الاخير في البحرين والذي تمثل في اعدام ثلاثة من المحتجين المدنيين، سيقوا الى مقصلة الموت بدون اجراء محاكمة قضائية عادلة تتوفر على ابسط المعايير القانونية المفترضة.

وترى مؤسسة الامام الشيرازي ان ما جرى ينم دون ادنى شك الى فقر في الرؤية، وضيق افق من قبل السلطة البحرينية، سيما انها قادرة على تسوية الازمة التي تعيشها البلاد منذ خمس سنوات، والتي انعكست نتائجها السلبية على جميع مرافق الدولة، انسانيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

فسياسة القمع والتنكيل وتكميم الافواه ومساعي بسط الامن والاستقرار بالنار والحديد باتت من الوسائل غير المجدية، وفي المنطقة الكثير من الامثلة للديكتاتوريات والانظمة الاستبدادية التي اطيح بها مؤخرا، سواء بثورات محلية او تدخلات خارجية، سيما بعد ان فقدت القاعدة الشعبية واستنفدت الشرعية القانونية لبقائها.

الا ان المؤسسة وانطلاقا من الرؤية الشاملة لكيان دولة البحرين شعبا وحكومة، لا تزال تشدد على اهمية التمسك بالادوات السلمية  لتحقيق المطالب المشروعة، والعزوف عن كافة اشكال العنف لتفويت الفرصة على من يسعى الى تدمير الدولة وانهيارها، خصوصا الفراغ السياسي او تزعزع الامن سينعكس بشكل مباشر على حياة المدنيين ويزيد من حجم معاناتهم وتدهور اوضاعهم على كافة الصعد.

فالامن والاقتصاد والسلم الاجتماعي عوامل لا تزال تحظى بأولوية هموم الشعب البحريني، والحفاظ على تلك المقومات والتمسك بآليات الاحتجاج والاعتراض بالطرق الديمقراطية السليمة ستعود على جميع المواطنين بعواقب حميدة.

في الوقت ذاته تطالب المؤسسة الحكماء في دولة البحرين بتغليب لغة المنطق، وعدم تصعيد المواقف ازاء اغلبية الشعب البحريني الصابر، مشددة على ضرورة الجوء الى تسوية الاوضاع الانسانية التي يعانيها المواطنين، والعمل على اصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية بما يضمن استقرار الدولة وسلامة امنها الاجتماعي.

وتلفت المؤسسة الانظار  الى ان الطغيان والاستبداد والسياسات العنصرية والطائفية لن تعود الا وبالا على الدولة، ولن يسهم القمع الا في تأجيج الاوضاع واتساع دائرة الازمة بين الشعب والحاكم، وحصيلة كل ما يجري خسائر مؤلمة تستنزف البلاد والعباد ولن تفضي الى حلول حقيقية تنهي الازمة القائمة.
وفي ختام بيانها تعزي المؤسسة ذوي الشهداء الثلاثة داعية المولى عز وجل ان يتقبلهم بواسع رحمته ويرزقهم رضوانه انه عزيز كريم.