مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية في رسالتها إلى قمة (مكة المكرمة) الإسلامية:العالم الإسلامي بانتظار قرارات استثنائية

قال تعالى : {وان هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} .. سورة المؤمنين…الأية 52

 مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية في رسالتها إلى قمة (مكة المكرمة) الإسلامية: العالم الإسلامي بانتظار قرارات استثنائية

بعثت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية، برسالة إلى قادة وزعماء العالم الإسلامي المجتمعون في قمة (مكة المكرمة) الإسلامية، ذكرتهم فيها بأن العالم الإسلامي ينتظر من قمتهم الاستثنائية الحالية، قرارات استثنائية تساهم في حل المشاكل المستعصية التي يمر بها المسلمون.

 

أدناه نص الرسالة:

السادة، قادة وزعماء العالم الإسلامي المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنعقد قمتكم الاستثنائية الحالية في رحاب بيت الله العتيق في مدينة (مكة المكرمة) وعيون العالم الإسلامي تشخص إليكم، وتتطلع لقمتكم بانتظار أن تخرج بقرارات استثنائية تساهم في حل المشاكل المستعصية التي يمر بها المسلمون في عالم متغير ومتحرك إلى الأمام، في ظل العولمة التي حولته إلى قرية صغيرة يتأثر كل جزء فيها ويؤثر في أجزائه الأخرى.

وان من أولى شروط الخروج بقرارات استثنائية بعيدا عن لغة الإنشاء، هو أن يتم مناقشة القضايا المصيرية بكل وضوح وشفافية، بعد الإقرار بالمشاكل والتحديات الحقيقية والجذرية التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم.

إننا نعرف جميعا، كما تعرفون انتم، بان من اكبر المعضلات التي تواجه المسلمين اليوم، هو الفكر التكفيري والتمييز (المذهبي) الذي بات يحلل دم الآخر ظلما وعدوانا، بعد أن كفر بالتعددية المذهبية، ورفض الاعتراف بالآخر.

ولذلك يلزم أولا، وقبل كل شئ، أن تقرر القمة اعترافا رسميا واضحا وصريحا بكل المذاهب الإسلامية، وعلى رأسها مذهب أهل البيت عليهم السلام(المذهب الجعفري) الذي يواجه أتباعه حملة تصفية جسدية وسياسية شعواء تحت شعار التكفير والخروج عن الدين والملة، وذلك من خلال الإقرار رسميا بتدريس مناهجه وكتبه الفقهية المعتبرة في المدارس والمعاهد والحوزات الدينية في مختلف دول العالم، وخاصة الإسلامي منه، بعد أن تغربل المناهج التدريسية الدينية الحالية، للتأكد من أنها تخلو من الفكر التكفيري المبني على منهج الحقد والكراهية والاستخفاف بآراء وأفكار الآخر، وتحميله تقولات فاسدة ما انزل الله تعالى بها من سلطان، وهو منها براء براءة الذئب من دم يوسف، وكل ذلك بسبب الاختلاف في الرأي فقط.

ومن أجل أن تكون القرارات بهذا الشأن أكثر فاعلية، نقترح تشكيل لجان للتدخل السريع والفوري لرصد الممارسات الطائفية وملاحقتها قانونيا ومعاقبة مرتكبيها والبحث في الحلول الناجعة لمثل هذه التجاوزات.

كما ينبغي الإقرار فورا بمبدأ الشراكة السياسية الحقيقية لأتباع مختلف المذاهب الإسلامية وعلى رأسها (المذهب الجعفري) في الحياة السياسية العامة وفي صناعة القرار، من اجل مساهمة فعالة في المؤسسات الحكومية في كل دول العالم الإسلامي ومؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي، ليتم القضاء على التمييز المذهبي في التعيينات والمشاركة السياسية.

وفي هذا الإطار،  ينبغي أن يتخذ قادة وزعماء العالم الإسلامي،  مستشارين معتمدين ومؤتمنين لهم من مختلف المذاهب الإسلامية، خاصة (المذهب الجعفري).

كما ينبغي دراسة ظاهرة الأمية والفقر والمرض والبطالة التي تنخر بجسد الأمة الإسلامية، ما يدفعها إلى التخلف عن ركب الحضارة العالمية، من خلال البحث في جذور هذه المشاكل من اجل إيجاد الحلول الجذرية الاستراتيجية لها.

نسال الله تعالى التوفيق والسداد للجميع من اجل إنقاذ المسلمين من محنتهم إزاء التحديات التاريخية الكبيرة التي تواجههم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشيخ محمد تقي الذاكري

5/12/2005

واشنطن