أصدرت مؤخراً مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية – (مركز الإمام الشيرازي للبحوث والدراسات) الطبعة الأولى/ 1425هـ – 2004م/ من كتاب (الإسلام والغرب) (حوار الحروف وصدام السيوف) للمؤلف راجي أنور هيفا الذي يقول في مقدمته:
تردد في الآوانة الأخيرة مصطلح (صدام الحضارات) وما أن طغى هذا المصطلح على السطح، حتى ظهر مصطلح وهو بمثابة الند أو الضد للمصطلح الأول وهو مصطلح (حوار الحضارات)…
وبما أننا أبناء حضارة إسلامية عريقة أنجبت للعالم.. العديد من العلماء والفلاسفة والمفكرين الذين ساهموا في صنع أو إغناء الحضارة الأوروبية، فقد رأينا أن نركز هذا البحث على علاقة الإسلام بالغرب من خلال ما عُرف بـ(الصدام) و(الحوار).. ولا داعي للتنويه مطولاً، لأننا أتحفنا بحثنا بالأقوال والأحاديث الواردة عن سماحة الإمام المجدد الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) حيث استخدمنا الكثير من مؤلفاته القيمة في الخوض بين لجج هذا البحث الحساس والدقيق، سائلين الله لسماحته الرحمة، ولشقيقه الإمام آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف) دوام الصحة والعافية، ليحمل اللواء ويتابع مسيرة أخيه الفكرية والروحية على طول الساحة الإسلامية.
يقع الكتاب في (272) صفحة من القطع الكبير، ويتضمن البحث ستة فصول (إضافة إلى المقدمة وأسماء المراجع المستخدمة حسب تسلسل ورودها) وهي كالتالي:
الفصل الأول: الحضارة بين رسالة الإسلام وثقافة الغرب.
تناول فيه مفاهيم الحضارة وعلاقتها بالمدنية والثقافة والأخلاق، وبين فيه أن هناك علاقة وثيقة بين الإسلام والحضارة من جهة، والغرب والحضارة من جهة أخرى واختلاف وجهات النظر وتنازعها…
الفصل الثاني: الإسلام بين رؤيتين غربيتين.
ركز على نقطتين بارزتين: الأولى تتمثل بالرؤية الغربية السلبية تجاه الإسلام والمسلمين، والثانية الرؤية الغربية الإيجابية تجاه العقيدة الإسلامية وما مقدمته للبشرية.. ومن خلال هاتين النظرتين الغربيتين تناول حركة الاستشراق ودورها في نقل صورة الإسلام إلى الغرب…
الفصل الثالث: الغرب في المنظور الإسلامي.
نظرة المسلمين تجاه الغرب… ومجموعة أسئلة.. هل الغرب صديق أم عدو دائم؟ ماذا نأخذ منه، وماذا نترك له؟ هل هو متفوق.. أم أننا نخادع أنفسنا بكلمة لا؟ الخ
الفصل الرابع: موقع الإنسان في الإسلام والغرب.
بين هذا الفصل موقع الإنسان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص في المجتمعين الإسلامي والغربي.. تناول بعض المفاهيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة في كلتا الحضارتين من منطلق تصويرهما عند كل طرف منهما.
الفصل الخامس: ماذا يريد الغرب من (الآخرين)؟
تناول فيه المطامع أو المصالح التي تربط الغرب بنا كمسلمين؟ هل يريد الغرب منا أن نقتلع جذورنا بأيدينا؟! هل يريد منا أن نكون نسخة (فوتوكوبي) عنه..؟ كيف يحصل الغرب منا على ما يريد؟!..
الفصل السادس: صراع الحضارات أم حوار الحضارات؟
السؤال الجوهري المطروح في هذا الفصل هو: هل الغرب قابل للحوار ومستعد للتغيير؟ يدور هذا الفصل الختامي على ضرورة استبعاد النزعات الصدامية التي يحرض البعض على حدوثها والاستعداد لها في هذا القرن الجديد… والجواب موجود في هذا الأخير الذي جعله المؤلف خاتمة مطولة لبحثه عن العلاقة بالغرب وعلاقة الغرب بالإسلام.
كتاب قيم موضوعي حساس وجدير بكل مسلم الإطلاع عليه والاستفادة من تلك المعروفة على كافة شرائحهم.