عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) : “خَيرُكُم خَيرُكُم لأَهلِهِ“
تحيي المنظمة الدولية للأمم المتحدة بمشاركة منظمات انسانية وحقوقية حول العالم، اليوم العالمي للأسرة، في تعبير صريح عن الدور الحيوي والمركزي الذي تلعبه هذه الوحدة الانسانية التي تعد نواة لمختلف المجتمعات والتكتلات البشرية، وما تحمله تلك الوحدة الصغيرة من رسالة بالغة الأهمية على مختلف الاصعدة.
وفي سياق الاحتفاء باليوم الدولي للأسر في 15 أيار/مايو من كل عام من خلال القيام بنشاطات وحلقات عمل ومؤتمرات وبرامج تلفازية وإذاعية ومقالات صحف وبرامج ثقافية لتسليط الضوء على المواضيع ذات الصلة، أعدت المنظمات المعنية بهذه المناسبة المركزية حول العالم العديد من الفعاليات التي تسعى وتسهم في تطوير الاسرة والارتقاء بمستوياتها المعيشية، ابتداء من الشؤون الاقتصادية ومقاربة البيئات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تتأثر الأسر بأجنداتها في معظم الاحيان، إيجاباً أو سلباً.
وقد رصدت المنظمات الإنسانية العديد من القضايا والإشكاليات التي تمثل تحدياً أمام النهوض بواقع الأسر في الكثير من أنحاء العالم، لا سيما المناطق التي تشهد اضطرابات سياسية أو صراعات عرقية أو إثنية، أو حتى الخاضعة لنفوذ الجماعات المسلحة، التي غالباً ما تتجاهل أوضاع الأسر وأفرادها بل تتسبب بالضرر لها بشكل بالغ.
تستثمر مؤسسة الإمام الشيرازي هذه المناسبة لتسليط الضوء على بعض مكامن الضعف التي تعيق القوانين والاتفاقيات ذات الصلة بشؤون الأسر، لا سيما أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها كافة الأنظمة والحكومات السياسية حول العالم دون استثناء. لتبرز واقع أوضاع الأسر في أغلب مناطق الشرق الأوسط وبلدانه بوضع يثير القلق ما ينعكس تحدياً خطيراً أمام المجتمع الدولي، خصوصاً أنها تخضع للابتزاز السياسي المصحوب بالتعسف والتنكيل من قبل أنظمة وحكومات، وما يترافق مع تدهور معيشي ملحوظ، وانحدار غير مسبوق في مستوى تأمين الرعاية الصحية والتعليم المناسب لأفرادها، وحرمان بارز لأبسط الحقوق التي كفلتها القوانين السماوية والوضعية، ناهيك عن إشكاليات الإرهاب والتصحر والبطالة وما سواها من أزمات تواجه الأسر دون استثناء.
إن هذه التحديات- كما ترى المؤسسة- كفيلة بإحباط كافة الجهود السامية للمنظمات الإنسانية الرامية الى ما تم الاتفاق عليه ضمن الأهداف العالمية للتنمية المستدامة حول الارض أولاً، فضلاً عن أنها تعد تحدياً سافراً للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والاتفاقات الدولية ثانياً، ناهيك عن كونها أعمالاً تسهم بشكل فاعل بخلق أجيال بشرية مضطربة بصورة مخيفة؛
إذ لم يشهد المجتمع الدولي منذ حقبة الحرب العالمية الثانية ظروفاً استثنائية خطيرة تواجه الأسر في مناطق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط عموماً كما هو الحال عليه الآن، الأمر الذي يستدعي مبادرة المنظومة الدولية إلى مراجعة مسؤولياتها وإجراءاتها في هذا الصدد، والعمل بشكل مكثف لتلافي تبعات ما يجري.
والله ولي التوفيق