بسم الله الرحمن الرحيم
إنما الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ صدق الله العلي العظيم
تظهر بيانات دولية ارتفاع خطيراً في معدلات الفقر خصوصاً في الدول النامية، مصحوبة بتوقعات مقلقة تفيد بارتفاعها مع الوقت، لا سيما مع استمرار السياسيات العالمية ازاء القضائية الإقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي بات يشكل تحديداً وجودياً لمجتمعات كاملة.
اذ اسهمت تلك السياسات الانتهازية التي تكتنفها التشجيع على الحروب والصراعات الداخلية، كما التعمد في الاضرار بملف الاحتباس الحراري، إلى جانب الاجراءات الاقتصادية النابعة عن الجشع والطمع والاستئثار بالثروات، كانت كلها عوامل تجتمع على توسيع الهوة بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة والطبقات البرجوازية الطامحة الى الاكتناز وسلب المقدرات دون اكتراث إلى بقية الأمم والشعوب وما سينجم عن الانحدار الكبير في المستوى المعيشي ملايين السكان على كوكب الارض.
ومما يدعون للأسف أن انظمة سياسية وحكومات تدعي التزامها بحقوق الإنسان والتوزيع العادل الثروات تسهم من خلال سياساتها الإقتصادية في تأزيم الاوضاع والتسبب في إشاعة الفقر من خلال اجراءاتها الامبريالية، دون اي حسبان او تفكر عميق.
ان الاسلام الحنيف وفقه أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، وفكر المرجعية المحروسة لطالما اشارت إلى خطر الجشع والطمع ومساعي الاستعمار المباشر وغير المباشر الذي يهدف إلى سرقة ثروات الشعوب، وحذرت في اكثر من موضع مما قد ينعكس عليه هذا السلوك الشائن.
واذا يحل علينا مناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي انتخبته الأمم المتحدة لوضع سياسات خاصة لرفع المستوى المعيشي لملايين السكان على الارض، تدعو مؤسسة شيرازي فاونديشن العالمية جميع الفاعلين والمهتمين في هذا الملف الانساني العالمي إلى الاستفادة من تجربة الأمام علي عليه السلام بهذا الخصوص والاستفادة من التوجيهات والارشادات والسياسات التي ترجمتها المدرسة الشيرازية حرسها الله من الفتن في الاعلام المرئي والمسموع.
والله من وراء القصد