*المؤسسة تدعو الاعلام الى توخي الحذر عند تناقل الاخبار والتقارير لتحمي مصداقيتها ولا تظلم احداً
بسم الله الرحمن الرحيم
ها هو يوم الله تعالى عيد الأضحى المبارك يحل علينا من جديد، والامة لازالت تعاني من مشاكلها العويصة وتواجه التحدِّيات العظام.
لقد شرع الله تعالى الأضحية في هذا الْيَوْم المبارك الذي جعله للمسلمين عيداً ليعلمنا التضحية من اجل إسعاد الآخرين وخدمة المستضعفين والمحتاجين والذين تزداد أعدادهم يوما بعد اخر بسبب الحروب العبثيَّة التي لازال اوارها مشتعل في اكثر من بلد إسلامي فضلاً عن الارهاب الذي فشلنا في تجفيف منابعه والقضاء عليه ووضع حد لتحدياته العقدية والاجتماعية والأخلاقية الكبيرة والتي تهددنا في مقتل.
وما يُؤسف له كذلك هو انتشار الاكاذيب والشائعات والتهم ضد بَعضنا البعض الاخر في مختلف وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بالاضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مصدر التغذية الأساس بالخبر والتحليل والراي لشرائح واسعة من أبناء الامة.
ومن أمثلة هذه الاكاذيب والشائعات والتهم ما تتعرض له مدرسة الامام الشيرازي وتياره العريق والأصيل من خلال نعتها بالارهاب والصاق صفة العُنف بها ظلما وعدوانا.
لقد عُرفت هذه المدرسة وهذا التيار بنبذه للعنف بكل اشكاله حتى ما كان يطلق عليه المرجع الراحل بالعنف اللساني فلقد كان [قدس سره] يحث على السلام واللين والحكمة على صعيد الحوار والنقاش والجدال وعلى صعيد العمل والنشاط والمشاريع انطلاقاً من قول الله تعالى {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
ولقد سار كل السادة العلماء والفقهاء والأساتذة من هذه الاسرة الكريمة واتباع المدرسة وكذلك كل مقلديها واتباعها ومناصريها على هذا المنهج بشكل واضح وصريح، وبعودة سريعة ومتابعة دقيقة لمؤلفات وكتب ومحاضرات أبناء هذه المدرسة فسيلمس المنصف ذلك بشكل واضح لا لَبْس فيه.
ولذلك، فان الصاق تهم العُنف والارهاب بهذه المدرسة هو بمثابة الظلم والبهتان الذي يطعن به البعض هذه المدرسة المُباركة لحاجة في نفس يعقوب يريد قضاها.
وللاسف الشَّديد فان بعض المُغفَّلين يتناقلون هذه التهم والاكاذيب في وسائل التواصل الاجتماعي من دون اي رادع لا من دين ولا من اخلاق، ناسين قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
ان المؤسسة العالمية تدعو الاعلام الى توخي الحذر عند تناقل الاخبار والتقارير لتحمي مصداقيتها ولا تظلم احداً من خلال نشر التهم والاكاذيب.
نسال الله سبحانه وتعالى بحق هذا الْيَوْم الفضيل ان يبصِّرنا الطريق المستقيم والذي من آياته التثبت وعدم الاستعجال في النشر وتداول المعلومة من اجل ان لا نظلم احداً.
والحمد لله رب العالمين.