بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن يعظم شعائر الله، فانها من تقوى القلوب) صدق الله العلي العظيم
ايام وتنطلق جموع المؤمنين المليونية من مختلف دول العالم ومناطق العراق صوب مرقد ابي الأحرار وسيد شباب أهل الجنة الامام السّبط الحسين بن علي عليهم السلام في مدينة كربلاء المقدسة لاحياء مراسيم الأربعين التي تحولت الى مدرسة للأحرار يتعلمون فيها قيم الإيثار والتعاون والامانة والخدمة العامة والاخلاص والانصهار في كل ما حملته كربلاء وعاشوراء من مناقبيات إنسانية خلاقة قل نظيرها.
ان مسيرة الأربعين المليونية هي بحق الْيَوْمَ فرصة للتعرف اكثر فاكثر على قيم عاشوراء لتمتزج مع العَبرة التي تتفجر في مثل هذه الأيام على الحسين السّبط (عليه السلام) وأهل بيته واصحابه الميامين الذين ضحوا بكل شيء من اجل الانسان الذي خلقه الله تعالى فأحسن خلقه وكرمه فأحسن تكريمه.
ومن اجل ان نحقق أقصى درجات التفاعل والوعي لهذه القيم النبيلة نجد ان من المناسب هنا التذكير بما يلي؛
اولا؛ الاستفادة القصوى من الوقت الذي يقضيه المؤمن وهو في طريقه الى كربلاء في دراسة النهضة الحسينية من كل جوانبها.
ثانيا؛ ان مشروع التعليم الديني الذي تبنته الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة فترة موسم الأربعين من خلال انتشار المخيمات التعليمية على طول المسافات التي يقطعها المؤمنون الى كربلاء وفِي كربلاء نفسها والتي يقيم فيها الفقهاء وعلماء الدين ليلاً ونهاراً للإجابة على أسئلة الزائرين المتعلقة بالدِّين وبالنهضة الحسينية الى جانب الكتب والكراسات التعريفية، ان هذا المشروع يعد بمثابة معهد تعليمي موسمي مهم جداً ينبغي على المؤمنين زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام ان يتفاعلوا معه بشكل اكبر وأعمق وأفضل من اجل مضاعفة الفائدة الدينية والفكرية والثقافية، كما يلزم الاهتمام بالعمل بالواجبات، على الخصوص إقامة الصلوات جماعة، إن أمكن، و كذلك ترك المحرمات.
ثالثا؛ كما ان من الضروري ان يهتم المؤمنون بقضايا المسلمين في هذه الأيام وخاصة قضايا الشعب العراقي الذي يمر الان بمنعطف تاريخي مهم.
يلزم ان يتجلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) {من اصبح ولَم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم} بشكل كبير لنكون ممن يجسد قيم عاشوراء العظيمة.
رابعا؛ كما ينبغي على المؤسسات والمواكب وعلى عموم المؤمنين خدمة الزائرين ومداراتهم وعلى الخصوص القادمين من الدول الاخرى وهذا ما نلمسه بحمد الله كل عام، فكذلك ينبغي الاهتمام بالنظافة ومراعات حقوق الناس.
كما ينبغي على الدولة ان تسهّل إجراءات السفر لهم لتتحقق زيارتهم بكل يسر وسهولة.
نسال الله تعالى ان يوفق الجميع لمراضيه وان يوفقنا للسير على نهج الحسين السّبط عليه السلام في سيرتها وسلوكها اليومي.
مؤسسة الامام الشيرازي العالمية
واشنطن
٢٩/محرم الحرام/١٤٣٩