بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك للبشرية جمعاء وعلى الخصوص المسلمين في ارجاء المعمورة هذه الذكرى العطرة التي اكتمل فيها الدين حسب نص القران الكريم.
لقد مثل الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) الامتداد الطبيعي والحقيقي للبعثة النبوية الشريفة بما مثل من سيرة ومسيرة تطابقت مع تفاصيل السنة النبوية الشريفة المُستلهَمة من القران الكريم الذي وصف النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} فلقد وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) علاقته بحبيبه وأخيه وابن عمه الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) بقوله: {وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لي فِي كُلِّ يَوْم عَلَماً مِنْ أخْلاقِهِ، وَيَأْمُرُني بِالاقْتِدَاءِ بِهِ}.
ان العالم يموج الْيَوْمَ بالمشاكل والازمات وعلى مختلف المستويات فما احوج البشرية لان تتعلم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يساعدها على تجاوز أو على الأقل التخفيف من ازماتها وذلك على مستويات ثلاث؛
الاول؛ التنمية، فالعالم الثالث الذي يتخبط بمشاريع التنمية من دون نتيجة بحاجة الى ان يتعلم أصول التنمية ومقوماتها من سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) كما اوصت بذلك الامم المتحدة التي اعتبرت عهده (عليه السلام) الى الأشتر النخعي عندما ولاه مصر خارطة طريق متكاملة وعملية لتحقيق التنمية في البلدان التي تسعى للنهوض بنفسها.
الثاني: اليقضة الدائمة والاستعداد للمستقبل، كما قال سماحة المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي دام ظله في خطابه الى شيعة العالم حيث قال: أيّها الشيعة في كل مكان عليكم باليقظة الدائمة والعمل على تربية الشباب الشيعة للمستقبل، وتفعيل طاقاتهم وقدراتهم.
الثالث؛ حقوق الانسان، فما تتعرض له الانسانية من انتهاكات خطيرة لحقوقها حتى وصل بها الامر الى ان تتعرض كرامتها للانتهاك الخطير، لا يمكن السكوت عنه أو غض الطرف عنه، الامر الذي يتطلب ان يبادر الحكماء في هذا العالم ومن مختلف الأديان والمذاهب والمدارس الفكرية الى التصدي لمواجهة هذه الانتهاكات فقضايا حقوق الانسان هو اهم وابرز قاسم مشترك بين الجميع ليجتمعوا ويعملوا من اجل مواجهته، خاصة وان كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية تحرص على حماية حقوق الانسان فلماذا لا يلتفت العلماء الدينيين والوضعيين لهذا الامر فيتبنوه كقاسم مشترك وهم مشترك يجتمعون حوله ويعملون من اجل حمايته من عبث الأنظمة الاستكبارية والمستبدة؟!.
للأسف الشديد فلقد ضاعت حتى حقوق المرأة والطفل في ظل الحروب العبثية الأمنية منها والاقتصادية والتجارية، بعد ان بات عُشر العالم فقط يمتلك الثروة والتي يتصرف بها بشكلٍ زادت بسببه الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، فزاد الفقر وزادت نسب البطالة وارتفعت الأسعار!.
ان ذكرى الغدير الأغر فرصة مناسبة لإعادة النظر بمشاكلنا العالمية من اجل السعي لإعادة صياغة العالم بما يحمي كرامة الانسان ويحول دون التجاوز والسحق المنظم لحقوقه!
و في الختام نذكر المؤمنين العاملين بوصية سماحة المرجع الديني السيد الشيرازي دام ظله حيث قال: وعليكم بالصبر، والصفح، وتجاوز السلبيات، حتى تأتي النتائج المرجوّة المفيدة أكثر وأكثر.