بسم الله الرحمن الرحيم
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) القران الحكيم، سورة فصلت
أقر المجتمع الدولي ممثلاً بهيئته الدولية السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر يوماً عالمياً للتسامح، في سياق الأيام الدولية المعتمدة كمنطلق لتحقيق الأهداف الإنسانية العادلة والرقي بالمستويات الثقافية والفكرية والاجتماعية لعموم البشرية.
وتنطبق تلك الدعوة الأممية وفق التعاليم الإسلامية الحنيفة التي تصب في مصلحة الإنسان ورعاية العدالة الإنسانية والصفات التي يجب ان يتحلى الفرد ابتداءً والمجتمعات والحكومات الإسلامية وغير الإسلامية بعيداً عن الفروقات والاختلافات الشكلية بين البشر.
اذ جعل الإسلام من التسامح مفصلاً ومنعطفاً يفرق بين الطبيعة الإنسانية وتكوينها وبين الطباع غير البشرية، مصنفاً هذه القيمة ضمن أولويات الرسالة السماوية الرفيعة.
يقول المرجع الديني الكبير سماحة أية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، “على المؤمنين والمؤمنات كافّة ان يعملوا على قلع جذور الحقد والفتنة والعداء من القلوب، وأن يسعوا في تقوية ما هو صالح واتّخاذ المسامحة والبرّ مسلكاً.
فالتسامح والإحسان والعدل وسواها من القيم الإنسانية باتت ضرورات ملحة الى جانب كونها سمات متأصلة في طبيعة الأنسان وان عملت الظروف القاهرة أو المصالح الأنانية على تغييبها في السلوكيات والاطلاع لدى بعض الواهمين.
وما تسري على العديد من الشعوب من معاناة لا سيما في عالمنا الإسلامي يقف ورائها غياب التسامح وارتفاع وتيرة الغلو والتطرف والتعصب السياسي أو الديني أو الفكري، الأمر الذي يدعونا جميعاً الى وقفة ومراجعة للذات وعودة رشيدة الى ما يميز البشر عن سائر المخلوقات التي يسودها قانون الغاب.
اذ تستثمر مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية هذه المناسبة لدعوة كافة المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية للعمل على إشاعة ثقافة التسامح والتراحم بين الأمم والمجتمعات، والدفع الى وقف الصراعات المسلحة والتجاذبات السياسية والاقتصادية الجارية مع الأسف، التي خلفت الكثير من المعاناة والبؤس لدى الأبرياء، مطالبة في الوقت ذاته بمحاصرة وتفتيت الفكر المتطرف والإرهاب وفق آليات مدروسة تدفعها نوايا صادقة تصب في مصلحة الإنسان دون تمييز.