السادة قادة و رؤساء البلدان والحكومات
تحييكم مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بتحية الاسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وتدعوكم اليه وانتم مجتمعون في هذه المناسبة العالمية وكلها امل ان تضعوا نصب اعينكم، وانتم تتداولون الشؤون الدولية، فحوى رسالتنا هذه والعمل على ايجاد الحلول الناجعة للحد من الاضرار المترتبة على ما سيرد.
ايها السادة… منذ اكثر من عقدين ابتلى بلدان العالم الثالث بالعديد من النكبات والازمات القاتلة، مما تسبب بجريان سيل من الدماء في اكثر من دولة، وشاعت ظواهر مميتة استباحت اشكال الحياة بكافة انواعها دون تمييز بين بشر او نبت او حجر، فلم تسلم من الاذى الحواضر المعاصر او الماضية،ابتداءا من اعمال القتل والارهاب والتدمير والاستنزاف المادي والمعنوي، وما سبق ذلك من حروب شرسة خارجية كانت ام محلية،وغير ذلك من الازمات المستمرة،
حتى باتت الدول والحكومات في المنطقة الممتدة على طول شريط الشرق الاوسط تحديدا، مكمنا للكوارث الانسانية وشكلا واضحا لتدهور اوضاع البشر على كافة الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.
ومما زاد الطين بلة الاحداث الكارثية التي تلت ما عرف بالربيع العربي، الذي جاء تعبيرا صارخا لارادة شعوب المنطقة في الانعتاق من عهود الديكتاتورية والاستبداد الذي مارسته الانظمة القمعية المنهارة.
فما تلى ذلك من اعمال عنف سياسي وديني وطائفي شكل ضربة لتطلعات الشعوب العربية والاسلامية في الحرية والامن والسلام التي نشدتها وهي تنتفض بوجه العتاة والطغاة، حيث سرقت تلك الثورات من قبل جماعات العنف والارهاب الدموي التي دعمت من بعض الانظمة الاستبدادية المتبقية في العالم العربي، لتبسط بالقوة وسفك الدماء اجنداتها الظلامية وتسلب كافة اشكال الحريات الانسانية، وتعبث بالأرض فسادا غير معهود.
ان ابرز ما يواجه شعوب العالم الثالث في هذه المرحلة هو تحدي حماية الانفس والممتلكات بعد ان بسطت الجماعات الارهابية يدها في كافة بلدان المنطقة، واصبحت قادرة على انتهاك كل ما هو مقدس ومحرم سواء، بعد ان نجحت في ترسيخ قواعد وحواضن لها في ظل الفراغ السياسي والامني الحاصل.
ايها السادة ان اعمال العنف الديني والطائفي والسياسي القائمة في العراق ودول حوض المتوسط وافريقيا وباكستان وافغانستان، تمثل في مجملها انتكاسة على صعيد الانسانية جمعاء، خصوصا مع بشاعة المجازر وعمليات الابادة الا محدودة التي تحصل في تلك الدول وغيرها، مما يتطلب منكم وانتم تتداولون الشؤون الانسانية والسياسية والاقتصادية في الجمعية العامة للامم المتحدة التحرك العاجل والمدروس للحد من تلك الكوارث الانسانية الحاصلة، والبحث الجاد من قبلكم لوقف نزيف الدم المستمر، نظرا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم.
وتضع مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بين ايديكم جملة من التوصيات الملحة في هذا الصدد، املا ان تسهم في احلال السلام في بلدان العالم النامي:
1- ادانة جميع اعمال الارهاب والعنف السياسي والديني والطائفي.
2- ايجاد الوسيلة الكفيلة بالحد من تداول ونقل الاسلحة العابرة الحدود الى العالم الثالث.
3- الضغط على الحكومات الداعمة والممولة للجماعات المتطرفة والمسلحة.
4- وقف بيع الاسلحة للحكومات الديكتاتورية والاستبدادية في المنطقة.
5- معاقبة الشخصيات الرسمية الداعمة للعنف.
6- وقف هجرة الشباب الاوروبي الى بعض مناطق القتال في مثل العراق وسوريا ولبنان ومصر وافغانستان.
7- ايجاد حل سلمي للازمة السورية وتجنيب البلاد ويلات الحرب.