بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة36].
يضلنا خلال الساعات القليلة القادمة شهر رجب الفضيل، احد الاشهر الحرم التي ارادة المشيئة الالهية ان تكون أمناً وعوناً لبني آدم، تشرع فيها ابواب التوبة ويعود الانسان الى فطرته البشرية، مانعاً للحرمات وحافظاً للمقدسات، ساعياً الى الاصلاح في ملكوت الله جل وعلا.
يقول سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، لنحاول، ونحن في هذا الشهر الفضيل، شهر رجب، وكذلك في شهر شعبان، وفي شهر رمضان، لنحاول في هذه الأشهر الثلاثة، أن نستفيد فيما نستفيد من الحسنات والأعمال الصالحة والنيّة الصحيحة والعمل الصحيح والعبادة الصحيحة. ولنحاول أن نتقدّم أكثر وأكثر بالنسبة للأمرين اللذين مرّ ذكرهما. أي تربية النفس وتزكيتها، وتقريب النفس إلى التقوى أكثر مما هي عليه من التقوى. فمهما كانت عند الإنسان مرتبة من التقوى يمكنه أن يحصل على مرتبة أكثر ويرشد الآخرين. واعلموا أن تزكية النفس وإرشاد الآخرين هما من الأمور المهمّة جدّاً، خصوصاً في الأشهر الفضيلة، رجب وشعبان وشهر رمضان.
وتماشياً مع عظمة شهر رجب لدى العزيز القدير، ومكانته في قلوب المسلمين، تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الحكام المسلمين والعرب كافة الى اغتنام هذه المناسبة في رضى الله عز وجل اولاً، ونيل مرحمته وغفرانه عبر اطلاق سراح السجناء السياسيين والمعارضين واسقاط التهم والاحكام عن الجميع، خصوصاً ان هذا الاجراء الانساني سيدخل الطمأنينة والسرور في قلوب عشرات الآلاف من العوائل في العالمين العربي والاسلامي، ويسهم في ارساء العدالة والسلم الاجتماعي.
فمن مميزات دولة العدالة ان تكون قادرة على تصحيح الأخطاء من خلال سياسة العفو، كما يؤكد السيد صادق الشيرازي، والتدبير النبوي أقوى دليل على أن سياسة العفو تصنع دولة مستقرّة وعادلة، إذا تمكّنت الحكومة من انتهاج سياسة العفو بالصورة المطلوبة، وأي رئيس إسلامي يكون على خط رسول الله صلي الله عليه وآله فسوف يكون هكذا.
كما وان دعوات عوائل السجناء ستشمل الساعين لهذا العمل المبارك وتدفع عنهم الشرور والآفات. انه سميع مجيب.
والله ولي التوفيق