تترقب مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بقلق كبير تداعيات الاحداث السياسية والاجتماعية التي يشهدها العراق مؤخرا، سيما بعد تفاقم التظاهرات في المناطق الغربية وما صاحب ذلك من محاولات البعض في تحويل المطالب الحقوقية المشروعة الى نزاع طائفي بين مكونات الشعب العراقي، واخراجه عن اطاره الحقيقي المتمثل في خلاف سياسي بين فرقاء العملية السياسية.
واخطر ما تراه المؤسسة في ما يجري حاليا في العراق هو غياب صوت الحكمة وانجرار البعض الى صراعات فئوية لا تلبي مصالح البلاد وتمهد لصراع لا رابح فيه سوى من يتربص بالعراق حكومة وشعبا ونظاما، مما يعود على العراقيين بأجمعهم دون تمييز بالخسران والندم.
لذا تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية جميع اطراف الخصام القائم الى التحلي بالروح الوطنية الحريصة على ابناء الشعب ومكاسبه، وتغليب لغة الحوار والتفاهم على اساس العيش المشترك بين اطياف الشعب، والابتعاد عن اثارة النعرات الطائفية المقيتة، وعدم الانجرار الى العنف بكافة اشكاله.
وهي دعوة مباشرة الى مؤسسات الدولة العراقية خصوصا مجلس رئاسة الوزراء، تحثه على تبني تحقيق مطالب المحتجين المشروعة بما لا يتسبب بوقوع حيف على أحد، والحرص اشد الحرص على الزام القوات الامنية بكافة تشكيلاتها بضبط النفس واحترام رغبة المتظاهرين في التعبير عن الرأي كحق دستوري قامت عليها العملية السياسية الديمقراطية في العراق.
كما تطالب المؤسسة قادة التظاهرات في العراق الى الارتقاء بالعمل الديمقراطي والوطنية المطلوب في هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها البلاد، والتشديد على الخطاب الوطني والاسلامي الموحد للامة، والدعوة الى اصلاح ذات البين بحكمة وروية، والتشديد على إحباط جهود من يسعى الى تدمير البلاد او الاضرار بالمواطنين، وعدم السماح للمتشددين لركوب موجة التظاهرات المشروعة التي تدعو الى اصلاح الوضع السياسي والاقتصادي، سيما ان العراقيين سبق وان عانوا من تلك الجماعات التي تتخذ من العنف والتطرف وسيلة لتحقيق مآربها دون النظر الى مصالح العباد.