بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة, فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.صدق الله العلي العظيم
تؤكد مؤسسة الامام الشيرازي العالمية على اسفها الشديد مما آلت اليه الاحداث المأساوية في العراق وتفاقم ظاهرة العنف المتبادل بين ابناء هذا البلد المسلم، وما تبعه من اسقاطات مؤلمة قادت الى عمليات الاستقطاب والاقتتال الطائفي في بعض مناطق التماس، ليحل العداء والكراهية العمياء بديلا عن السلم الاجتماعي والعيش المشترك الذي كان سائدا منذ قرون خلت.
ان ما يجري في بعض مناطق العراق يعد نكبة في تاريخ العالم الاسلامي، وانهيار خطير لمبادئ الاسلام وتعاليمه التي تؤكد على طبيعة الشخصية للفرد المسلم ومعايير ايمانه وتقواه، كما قال الرسول الاعظم صلوات الله عليه واله:المسلم من سلم الناس من يده ولسانه. فعمليات قتل الابرياء واستهداف المدنيين وما صاحبها من اعمال تهجير قسري متبادلة يندى لها الجبين، تؤشر على خطورة المرحلة التي يمر بها هذا البلد تحديدا والعالم الاسلامي بشكل عام الذي دون شك سيتأثر ويعاني من انتقال العنف الطائفي تدريجيا ما لم تنصب جهود العقلاء في وقف ما يدور والتصدي لهذه الفتنة العمياء.
فبروز عمليات التهجير الطائفي المتبادل مؤخرا، وما شابهها من اعمال قتل وانتهاكات طائفية، كانت ولا تزال اعمال مدانة من الجميع، ولن يسعفها اي تبرير او اعذار، خصوصا انها تستهدف المدنيين والابرياء دون تمييز او حجة شرعية او قانونية.
لذا تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية جميع الجهات العراقية ووجهاء البلاد وقادتها الى الوقوف على ارضية مشتركة بعيدا عن الصراعات السياسية تكون قادرة على نبذ العنف والكراهية والتطرف الديني والسياسي، والعمل على عزل جميع الاطراف التي تتبنى الاعمال الانتقامية والعدائية ومن جميع الجهات سنية كانت ام شيعية، وتغليب لغة الحوار والتفاهم وحفظ الحقوق والارواح، الى جانب ضرورة التشديد على اهمية السلم الاجتماعي والعيش المشترك بين كافة ابناء هذه البلد بغض النظر عن الخلفيات الدينية والمذهبية، عسى ان يخرج العراق من هذه المحنة ويمن الله عز وجل على شعبه بالأمن والسلام.