الجموع المليونية بدأت زحفها الهادر صوب كربلاء، باذلة نفوسها في سبيل الانتصار لعدالة النهضة الحسينية في تعبير عميق جاء لينتفض بوجه مظاهر الظلم في كل مكان وزمان، متخذة من نهضة الامام الحسين ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) نبراسا دائما لها، وهي تستحضر في خطوات السائرين امثلة وعبر لنصرة المظلوم.
يستدعي كل ذلك الوقوف امام قضايا امتنا وشعوبها كما اراد سيد الشهداء وابا الاحرار الامام الحسين عليه السلام.
ان تحليل وفهم هذه الزيارة المليونية، التي تعجز عن تنظيمها دول العالم مجتمعة على هذه الشاكلة، تضع بين ايدينا كمسلمين شيعة دوافع معنوية ومادية لإعلاء رسالة الاسلام ونبينا محمد صلوات الله عليه واله وسلم، وما بذل في سبيلها اهل بيته العظام عليهم السلام من ارواح زاكية ودماء مطهرة سالت في كربلاء المقدسة.
ان زيارة الاربعين في العشرين من صفر كانت ولا تزال صفحة تذهل كل منصف، وتغيض كل ناصب لأهل البيت العداء، حتى باتت في صميمها صيحة ترعب كل ظالم ومستبد وطاغية، لم يفلح كيد الكائدين وجمع الجامعين في دحرها او انهائها على مدى التاريخ، حتى روت دماء المحبين والباذلين مهجهم وارواحهم في سبيل الحسين جوانب الطريق الى كربلاء.
وهذا ما يوجب على جميع اتباع اهل البيت عليه السلام، كأفراد وكيانات وانظمة ان تقوم بحق هذه الزيارة على اكمل ما يكون، واستثمارها لدفع الثقافة العربية والاسلامية والانسانية في اتجاهات ايجابية المنحى، تخدم الانسان وتيسر له حياته واحتياجاته المادية والمعنوية معا.
اذ تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى توظيف رسالة زيارة الاربعين المقدسة في سبيل الإصلاح الشامل عبر توظيف طاقة الخير بأسلوب عملي لنشر الفضيلة، والتسامح، واشاعة حب الخير للغير، وتفضيل الآخر قبل النفس، والتكافل في الملمات، والتشارك في صنع الحياة عموما، في ظل العدل، والمساواة، وتكافؤ الفرص، وقبول الرأي الآخر، والتنوع، والتعايش، بمحبة بين الجميع.