بيان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية حول مجرى الاحداث في العالمين العربي والاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم.         صدق الله العلي العظيم

في ظل الاحداث الحرجة التي تعصف بالعالمين العربي والاسلامي، وما أفرزته تداعيات اعمال الفوضى والعنف المتنامي المصاحبان للأحداث السياسية الأخيرة في العديد من البلدان، تستدعى الحاجة الماسة للتدقيق والمراجعة الدقيقة لسيناريوهات تلك الوقائع لاستشراف ما ستؤول له الاوضاع في المستقبل القريب، والكشف عن مكامن الخطر الذي يحدق بالأمتين الاسلامية والعربية على حد سواء.

فعلى الرغم من الاستبشار الكبير وحجم الآمال التي انعقدت على ما اودت اليه الثورات العربية من سقوط مدوي للأنظمة الاستبدادية والديكتاتورية في المنطقة، الا ان الاضطرابات والانقسامات الحادة في المجتمعات تستحضر الشعور بالقلق والاحباط غير المتوقع، خصوصا بعد التداخل السلبي الحاصل بين التطلعات الجماهيرية للشعوب المكافحة في سبيل الحرية، والاجندات الدولية والاقليمية المشبوهة التي تسعى الى تجيير ما يحصل وفق مصالحها الخاصة.

فقد تبين ان عفوية الثورات العربية ورغبتها الجامحة في سبيل الانعتاق لم تقها اندساس الفئات الشاذة أو ركوب موجتها من هم ليس بأهل للمسؤولية، وقد تبين ذلك من محاولات بعض من تصدى لإدارة السلطة في تكريس النهج القمعي للأنظمة المنهارة، مما تسبب بإيجاد شروخ واصطفافات سلبية لا تعود على هذه الشعوب سوى بالضرر والحسرة.

الا ان من نعم التحولات الديمقراطية التي شهدتها البلدان المنتفضة هو قدرة الشعب على التغيير السلمي والدفع بالإصلاحات صوب تنمية الواقع الاقتصادي والسياسي المأمول، وهو ما يدعو الجميع الى التمسك بهذه الوسائل الحضارية وعدم الانجرار وراء دوامات العنف التي بات شبه المؤكد انها من مكائد بعض الاطراف الخارجية الساعية الى زعزعة الامن وحرمان هذه الشعوب من التنعم بشيء من الاستقرار.

لذا تهيب مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بجميع أبناء المجتمعات الاسلامية والعربية الوقوف صفا واحدة إزاء مشاريع الفتنة، وتفويت الفرصة على كل من يروم زرع الانقسام بين صفوفها، سيما الجماعات المحرضة على العنف والمشجعة على تبني الفكر المتطرف والارهاب بكافة انواعه المادية والمعنوية، والدفع لتبني الافكار والمبادئ الانسانية والاسلامية المعتدلة في الطرح والتعامل، والاحتكام في الخلافات الى لغة الحوار والتفاهم الايجابيان، والعمل الجدي لوقف نزيف الدم في الدول المضطربة كسوريا وتونس وليبيا وأفغانستان.

وهي دعوة موصولة لجميع العقلاء في العراق ومصر والكويت ودولة الامارات للتحرك السريع في سبيل احتواء الازمات المفتعلة وقطع الطريق على كل من يسعى الى إثارة القلاقل والاضطرابات.

وفي الختام نسأل الباري جل اسمه ان يدفع كافة الشرور والآفات عن الأمة المرحومة ويسدد خطا العاملين لتوحيد الصف وارتقاء الأمة، وان يعجل فرج الامام الغائب، فان في فرجه فرج للجميع. ومن الله التوفيق.