بيان مؤسسة الامام الشيرازي في اليوم العالمي للديمقراطية

بيان مؤسسة الامام الشيرازي في اليوم العالمي للديمقراطية

بسم الله الرحمن الرحيم

وأمرهم شورى بينهم صدق الله العلي العظيم

في الوقت الذي يحيي المجتمع الدولي في الخامس عشر من سبتمبر/ ايلول من كل عام اليوم العالمي للديمقراطية، كتعبير يحظى بتأييد الأمم المتحدة لهذا الحق الاصيل الذي كفلته الاديان السماوية والقوانين الوضعية لما يمثل من اهمية للتعايش السلمي والاستقرار الاجتماعي للشعوب حول العالم.

وهذا ما تسعى اليه مؤسسة الامام الشيرازي العالمية كتذكير واستحضار التعاليم الاسلامية والسنن التي شرعتها الاحاديث النبوية الشريفة وسير اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، والتي اكدت على اهمية الحريات العامة والخاصة للأفراد والجماعات والعمل على اشاعة ثقافة الديمقراطية كحق اصيل للإنسان.

الانسا حُر في الاسلام في مختلف المجالات، ومنها : حريّة الفكر حيث يقول تعالى: (لا إكراه في الدين)، و منها : حريّة العمل؛ للقاعدة المسلّمة لدى الفقهاء: الناس مسلّطون على أموالهم و أنفسهم، كما يقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي، مبينا سماحته في ان تتجسد الحريّة الفكرية في الإسلام من خلال الآيات الكريمة: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

ومما لا شك فيه عملت الكثير من الانظمة السابقة واللاحقة على طمس هذا الحق وانتهاكه عبر عدة وسائل توصف بالقمعية، كالاستئثار بالسلطة والاستبداد وتكميم الافواه والرأي الآخر، الامر الذي يدركه جميع المراقبين انعكس وبالاً وسخطاً وتخلفاً حضاري وامني واقتصادي في تلك الدول كنتيجة طبيعية للاضطرابات السياسية التي تشهدها.

لذا من باب المصلحة العامة والحرص على سلامة وامن الدول والشعوب العربية والاسلامية تدعو مؤسسة الامام الشيرازي قادة تلك الدول الى الاستئناس بالحكم الرشيد المبني على اسس الديمقراطية والقبول بالآخر، واتاحة الحريات والممارسات المتعقلة بها كالحريات الاعلامية وحق الاحتجاج والتظاهر بكل اريحية، وترسيخ هذه المبادئ كقواعد للسلطات التي هي في حقيقة الامر تكونت لخدمة المواطنين وليس العكس، ومما يتوجب عليها وضع هذا المفهوم نصب اعينها لتتجاوز بذلك المحن والاشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ابتليت بها بسبب النهج الخاطئ الذي تتبناه.

وتركز المؤسسة دعواها الى بعض حكومات دول الخليج ومنطقة المشرق العربي التي تشهد اضطرابات مؤسفة، داعية قادتها الى اطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، والبحث في حلول انسانية وقانونية تتيح لها الاستقرار والحرية المفترضة للمعارضين والمحتجين على سياساتها الداخلية والخارجية، مشددة من اهمية الالتفات لهذه الدعوة قبل ان يقع ما لا يحمد عقباه، خصوصاً ان بعض الانتهاكات الموثقة فاقت ما يحتمل.

والله من وراء القصد