بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ صدق الله العلي العظيم
يحيي المجتمع الدولي في الخامس عشر من ايلول هذا العام 2016 اليوم العالمي للديمقراطية، وهو بمثابة مشروع دولي يسعى الى تعزيز التنمية الاجتماعية حول العالم عبر آليات ومعايير اتقفت معظم الدول على تنفيذها خدمة لقضايا الانسانية جمعاء دون تمييز.
مشروع دولي اتفقت مختلف الحكومات على الولوج فيه عبر السير في خطى مدروسة تبتدأ بترسيخ القيم الديمقراطية وتنتهي بارساء التنمية المستدامة على كافة الاصعدة الانسانية، لإتاحة مستقبل افضل اكثر استقرارا وتحصينا لحقوق الفرد والجماعات على حد سواء
اذ اعتمد في أيلول/سبتمبر 2015، من قبل جميع الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ، وهي خطة ترمي إلى تحقيق مستقبل أفضل للجميع، وترسم الطريق على مدى 15 عاما للقضاء على الفقر المدقع، ومكافحة عدم المساواة والظلم، وحماية كوكبنا.
وترد في صلب الخطة أهداف التنمية المستدامة، التي تدعو إلى تعبئة الجهود للقضاء على الفقر بجميع أشكاله، ومكافحة مظاهر عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ، وتضمن في الوقت ذاته ألا يخلف الركب أحدا وراءه.
فيما اقرت العديد من الاليات لتفعيل هذا العقد الدولي سيما ما يتعلق بقيام الحكومات بإشراك قطاع الأعمال، والمجتمع المدني والمواطنين من البداية في مختلف القرارات والمشاريع والرؤى ذات الصلة التي يتم اقرارها، فضلا عن سن التشريعات، ورصد المخصصات في الميزانية ومساءلة الحكومات.
وخير ما يستحضر في هذه المناسبة الحديث النبوي الشريف: إذا كان أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاؤكم، وأمركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاؤكم …، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها).
فكما يؤكد رسول الاسلام الاعظم صل الله عليه وآله فان الخير والامن والاستقرار المادي والمعنوي كان ولا يزال مرهونا بمقومات العدل والمساواة والديمقراطية بين الافراد والمجتمعات والدول.
فيما يشدد الامام علي عليه السلام في العديد من المواطن على ضرورة الشراكة في القرار والتشاور والركون لرأي الاغلبية على الرغم مما كان يتمتع به عليه السلام من سداد رأي وخطوة، اذ يقول عليه السلام: (شاوروا فان النجح في المشاورة).
لذا تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية على وجه الخصوص كافة حكومات الدول الاسلامية، وبشكل عام حكومات دول الشرق الاوسط الى احياء هذا المشروع عبر تنفيذ المقررات المتفق عليها، والعمل على تطبيق بنودها، سيما ان هذا الاقليم الواسع بات في امس الحاجة الى تغيير الواقع المزري الذي تعانيه معظم بلدانه عبر اجراءات كفيلة بتحقيق التنمية المستدامة بالشكل المقبول، وتوفير المعايير الانسانية المفترضة لعيش الفرد او الجماعات او الشعوب بمختلف قومياتها واثنياتها.
داعية الى الاسترشاد برأي سماحة الامام الشيرازي اعلى الله درجاته وبعد تحديد مفهوم الديمقراطية، اذ قال: (الديمقراطية افضل اساليب الحكم، لانها تهيــــئ الجـــو الكامـل للــــحرية، ففي الحرية تظهر الكرامة الإنسانية، وتنفتح السبل للتنافس والمراقبـــة المتبادلة الدائمة، فتصحيـــح ذاتي وتقويـــم للـذات والســلطات والقرارات والممارسات، مما يمهد للتطـــور والتطويــر والتقـدم المرحلــي المستوعـــب، فيظهر في الحياة الاصلح فالاصلح، وهو يوجب اعطاء الانســان حاجاتــه، ويقود بالانسان الى الامام، فيوفر لكل انسان العيش الكريم).
لذا تعتبر المؤسسة ان هذا المشروع الذي اقر من قبل منظمة الامم المتحدة يعد نجادة خلاص للكثير من الشعوب التي تعاني الاستبداد والفقر والتدهور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، حتى بات ضرورة ملحة تكفل الحقوق الانسانية التي اقرتها الاعراف السماوية والقوانين الدولية حول العالم