بسم الله الرحمن الرحيم
يمر علينا شهر الله الفضيل رمضان المبارك هذا العام والمسلمون في حالة سيئة جدا، اذ تشهد الكثير من بلادهم حربا لا هوادة فيها مع الارهاب، فضلا عن الاقتتال المدعوم بالتعبئة الطائفية وعلى مختلف الاصعدة، في الفتوى وفي الاعلام وفي كل شيء.
ان شهر الله تعالى فرصة مهمة جدا لإعادة النظر في واقعنا المرير، اذ لا يُعقل ان نهتم برؤية هلال الشهر ونتغافل عن رؤية المنهج القراني الصحيح والسليم الذي يجب ان ناخذ به اليوم من اجل انقاذ بلادنا من عبث الارهابيين، ومن كل هذه الحروب العبثية التي تشهدها بلادنا.
اننا اليوم باحوج ما نكون الى العودة للمنهج القراني لحل مشاكلنا وإيقاف نزيف الدم وهتك الأعراض وزهق الأرواح، ومواجهة كل هذا التحشيد الطائفي الخطير الذي ان لم نواجهه بإيمان وشجاعة وبرؤى قرآنية واضحة وصريحة، فقد يجرنا الى ما هو اخطر لا سمح الله تعالى.
وبهذا الصدد فان مؤسسة الامام الشيرازي العالميّة، ومقرها واشنطن، تدعو؛
اولا؛ الأنظمة والحكومات الى إطلاق مشروع المصالحة مع شعوبها، تيمنا وتبركا بهذا الشهر الفضيل، وفي الحديث الشريف: من أصلح جوانيّه اصلح الله برّانيه.
ان إطلاق الأنظمة والحكومات مشروع المصالحة مع شعوبها سيقلل من فرص الارهابيين في تجنيد المغرر بهم من الشباب الّذين يئسوا من الحياة فاختاروا الموت بسيارة مفخخة او حزام ناسف او ما أشبه.
ثانيا؛ على الاحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني وكذلك المؤسسات الدينية ان تبادر الى إطلاق مشروع نهضة ثقافية وفكرية تساهم في تخفيف الاحتقان الطائفي بين ابناء الامة الواحدة، سواء من خلال الغاء كل مظاهر الاعلام الطائفي الارعن الذي يعتاش عليه الارهابيون في مشروعهم التدميري، او من خلال المساهمة في زيادة وعي الامة بما يحقق مبدأ التكافل الاجتماعي وعلى مختلف الاصعدة، لإعادة تماسك شعوبنا ومجتمعاتنا بما يوصد الباب بوجه الارهابيين الذين يعتاشون على جهل الامة وتخلف مجتمعاتنا.
ثالثا؛ لقد رصدت المؤسسة الكثير من الجهود المشبوهة التي تبذلها أطراف عديدة يضرها وحدة الموقف الشيعي في المنطقة والعالم، ولذلك فهي تتوجه الى علماء الشيعة وفقهائهم ومفكريهم ومثقفيهم لبذل كل الجهد المطلوب من اجل نزع فتائل الخلاف والاختلاف غير المعقول وغير المنطقي في صفوف الشّيعة، لوضع حد لحالات الاحتراب الاعلامي والثقافي والفكري، والذي من المفترض ان يكون، الاختلاف في الراي، حالة صحية في إطار الاجتهاد في الراي من اجل تحقيق التطور، الا اننا نراه في اكثر الأحيان سبب للتفرقة والتعدي على هذا الخط او ذلك، بحجة الدفاع عن الخطوط الاخرى!.
ان الحفاظ على وحدة الصف الشيعي يجب ان يكون من أولويات هواجسنا جميعا من اجل ان لا ننزلق في متاهات الاحتراب الداخلي، ونحن نمر باخطر مراحل التاريخ حيث القتل والتدمير على الهوية ضد الشيعة في أوجه، والذي لا يمكن مواجهته الا بوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية.
نسال الله سبحانه وتعالى ان يبصّرنا طريقنا ويهدينا للتي هي أقوم، وان يجعل هذا الشهر الفضيل شهر خير وبركة وسلام ووئام على الأمة الاسلامية التي ارادها الله تعالى ان تكون الشاهدة على بقية الامم، بالفعل الحسن والانجاز الصحيح وليس بالفكر فقط