ازدهار الامم او افولها مرهونا بوضع الشباب

ان الشباب هم قادة المستقبل وامل الامّة، فاذا صلحت هذه الشريحة صلح مستقبل الامّة وانتعش املها، والعكس هو الصّحيح، فاذا انتكست هذه الشريحة عقديا واخلاقيا واقتصاديا وتعليميا فان مستقبلا مظلما ينتظر الامّة، كما يضيع الامل عندها، ولنا في تجارب العديد من دول العالم وشعوب الارض دليل وبرهان.

وعلى الرّغم من ان كل الامم التي تنتظر مستقبلا زاهرا وتحلم بأمل اكبر للاجيال القادمة، تعطي لهذه الشريحة المجتمعيّة الكثير الكثير من مجهودها وعلى مختلف الاصعدة لتضمن بناءها بشكلٍ قويم، الا انّنا، كمسلمين، وللاسف لم نُعر الشباب الاهتمام الكافي لا في برامجنا التعليمية ولا في مشاريعنا الاقتصادية والسياسيّة والإدارية، ولهذا السّبب زادت نسبة الأمية في صفوف الشباب كما ارتفعت نسبة البطالة وتمكن الجهد السّياسي منهم بدرجة كبيرة ما حولهم الى فريسة بيد الاحزاب والتنظيمات ذات العقائد الفاسدة خاصة جماعات العنف والارهاب، فغسلت أدمغتهم وحولتهم الى مشاريع للقتل والتفجير والذبح!.
يقول المرجع الديني الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: (في عالم اليوم، وفي كل مكان منه، يواجه الملايين والملايين من الشباب، الضياع والتيه، فيجب أن نأخذ بأيديهم، نحن وأمثالكم وأمثالنا، ونرشدهم ونربّيهم. وهذا يحتاج إلى أمر مهم جدّاً)

ويضيف سماحته: إنّ مجتمعات العالم تصاب بأمراض مختلفة وعديدة، وبعضها قاتلة، كأنفلونزا الطيور، وما شابهها وغيرها. والكثير من الناس يصابون بها بغير إرادتهم وبدون اختيار منهم. كذلك تصاب المجتمعات الإنسانية بأمراض فكرية وعلمية وعقائدية، ويصاب بها الكثير لا إرادياً وبلا اختيار منهم، ومنهم الشباب(

وفي ذكرى اليوم العالمي للشباب في الثاني عشر من شهر آب/ اغسطس، ترى مؤسسة الامام الشيرازي العالمية ان الشيء الاهم الذي يحب ان نهيئه للشباب هو البيئة الامنة التي تضمن لهم حريّة السّؤال والقراءة والتفكير، وبحاضنة مسؤولة من قبل الابوين والمحيط الاجتماعي وخاصة التعليمي والتربوي، لنلغي عن هذه الشريحة المهمة عقدة الخوف والرّعب التي اذا ترعرعوا في أجوائها فستنتج شريحة بعقول خائفة وروحية مرعوبة وشخصية متذبذبة وفي احيان كثيرة منافقة.

وبهذا الصّدد تضع المؤسسة المقترحات التالية بين يدي المعنيين في الامّة ببناء جيل الشباب من علماء وباحثين ومربّين، ومؤسسات تربوية وتعليمية، وكذلك المنظمات والهيئات الدّولية المعنيّة؛

اولا: العمل على تفعيل برامج تنموية فكرية واقتصادية.

ثانيا: العمل على اشاعة الديمقراطيات والثقافات الانسانية المعتدلة ونبذ الفكر المتطرف.

ثالثا: حض الحكومات في الشرق الاوسط على دعم الشباب ماديا ومعنويا وتأمين حرية الرأي والتعبير.

رابعا: حض الحكومات على توفير فرص عمل متساوية في اوساط الشباب.

خامسا: رصد ومتابعة حالات القمع والتمييز العنصري والطائفي في مناطق الشرق الاوسط.

سادسا: الضغط المستمر عبر النوافذ العالمية لمعاقبة الانظمة الاسبدادية والقمعية من خلال تكثيف دعم المنظمات الحقوقية والانسانية لرفع التقارير الميدانية قبل فضح تلك الانظمة ومعاقبتها دوليا.

سابعا: الضغط على الانظمة التي تعتقل الشباب الناشط ديمقراطيا او اجتماعيا وادانة حالات القمع التي تطالهم بشكل علني.

والله ولي التوفيق