“أرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه، وأحسن إليه وأشفق عليه”…. وصية الامام علي لولده الحسن عليهما السلام بحق قاتله ابن ملجم لعنه الله.
افردت الشريعة الاسلامية والسنة النبوية وتعاليم الائمة الاطهار عليهم السلام بحق السجين اهتماماً بالغاً لاعتبارات انسانية واجتماعية، وثبتت للسجين حقوقاً شرعية لا يمكن تجاوزها وشددت على ذلك، وقد سن الرسول والائمة المعصومين عليهم الصلاة و السلام سنن بالغة العبر على هذا الصعيد الحساس، ومن جملة ما اوجبت الشريعة على الحكام ان يُضمن للسجين حفظ كرامته وسعة سجنه وطيب مأكله وتأمين ملبسه.
الا ان ما يؤسف تجاهل معظم الحكام المسلمين لتلك الشرائع والتعاليم وعدم ايلاء هذا الامر الاهتمام اللائق والواجب، مما أسفر عن تدهور كبير في اوضاع السجون ومعاناة اكبر لاوضاع المساجين.
اذ تظهر التقارير والبيانات الحقوقية بؤس الحال الذي انحدرت اليه اوضاع السجون في دول الشرق الاوسط، مما ابدل السجون من مؤسسة للاصلاح والتهذيب ببؤر للقتل والبطش والمعاناة والاذلال والانحراف الفكري والعقائدي والاخلاقي.
وبينت الكثير من تجارب الشخصيات المتهمة بالتكفير والارهاب ان انحرافها جاء بسبب الممارسات اللا انسانية التي تعرضوا لها في بعض السجون، حتى باتت تلك المعتقلات مراكزا لتخريج العتاة والارهابيين والمتمردين على كل ما هو بشري.
لذا تدعو شيرازي فونديشن العالمية كافة دول الشرق الأوسط الى مراجعة الاوضاع الخاصة بسجونها وتعديل اجراءاتها وسياساتها ازاء هذا الامر الخطير، مؤكدة على ضرورة الالتفات الجدي لاوضاع من يتعرض للسجن او الاعتقال بأي تهمة كانت، والتعامل معه وفق التعاليم الإسلامية والقوانين الدولية التي كفلت حقوق السجين بما في ذلك كرامته وسلامته وراحته.
والله ولي التوفيق