بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ صدق الله العلي العظيم
يحيي المجتمع الدولي على وجه التحديد الامم المتحدة في الحادي عشر من تموز في كل عام مناسبة جليلة المعنى عظيمة الاثر فيما لو التزمت الحكومات والسلطات في العالمين العربي والاسلامي بها لانعكست نمواً وازدهاراً ورخاءً على مختلف مواطني بلدانهم، الا وهي اليوم العالمي للسكان.
اذ انبثقت في قبل ما يوازي العقد اتفاقية في هذا الصدد تعنى بما يعرف التنمية المستدامة لخدمة سكان الارض بمختلف اعراقهم دون تمييز، وتبحث في سبل توفير العيش الكريم والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لبني الانسان وطرق ضمان ذلك، وهي اتفاقية اذا امعن المنصف بها سيجدها توجيه رباني مدرج ضمن الشريعة الاسلامية التي بعث بها رسولنا الاعظم محمد و اتبعه على حق آل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
فحق الانسان في العيش الكريم ابتداءً من ضمان الحرية الخاصة والعامة والمستوى المعيشي المقبول والسكن الملائم وسواها من حقوق طبيعية مفترض توفيرها من قبل السلطان والحاكم بغض النظر عن طبيعة المواطن مسلم كان ام غير مسلم، وشرع الاسلام من خلال سيرة النبي وآل بيته عليهم صلوات الله الكثير من التفاصيل التي تبين ضرورة وكيفية توفيرها.
وهذا ما ذهب اليه في وصايا الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره الشريف، عندما الزم الحكومات الاسلامية بوجوب توفير السكن للمواطنين في بلدانهم كحق اصيل واجب على الدولة تأمينه وديمومته للجميع على حد سواء.
فالعدالة الاجتماعية والمساواة والمبادئ الاسلامية والانسانية الحقه جعلت من توفير السكن والعيش الكريم للفرد المسلم وغير المسلم من مسلمات المجتمع الانساني الخالي من الاضطرابات والتشنجات كما يراه الامام الشيرازي، وهو أمر يعد ركيزة اساسية في ازدهار الدول نظرا لتبعات ذلك الامر ماديا ونفسيا.
وقد التفت الى هذا الامر في الوقت ذاته الدساتير والقوانين الوضعية التي شرعها الساسة والخبراء في مجال تأسيس نظم الحكم في عالمنا العربي والاسلامي، الا ان التطبيق لا يزال معطلاً في الكثير من الاحيان، ولم تستفد السلطات الحاكمة التي تتولى شؤون الرعايا الى اهمية ذلك الامر خصوصا لشريحة الشباب ممن هم في مقتبل بناء حياتهم وتكون اسرهم الجديدة، مما أسفر ذلك عن تداعيات سلبية تمثلت في ابرزها عزوف الشباب عن الزواج.
ان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تغتنم هذه المناسبة لدعوة كافة القادة والرؤساء في العالم العربي والاسلامي ايلاء هذا الامر عناية خاصة، والالتفات الى ابرز ما يعانيه المواطن من تكاليف باهظة في توفير مسكن مناسب لنشأة اسرته وتربية اطفاله، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالحقوق الاسلامية والانسانية والقانونية التي تنص على مسؤولية الحكومات توفير السكن الملائم لمواطنيها والعمل على خلق اجواء مجتمعية تخلو من الاضطراب الناجم عن غياب العدالة الاجتماعية السائدة في الكثير من بلداننا مع الاسف الشديد.
والله من وراء القصد