اتفقت الامم المتحدة قبل ثلاثة اعوام اعتبار الخامس من ايلول/ سبتمبر من كل عام ذكرى ومنطلقا لترسيخ وتعميم مفهوم العمل الخيري، وذلك في مسعى انساني عام للقضاء على العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تنعكس في مجملها بشكل معاناة مؤلمة على الشعوب سيما المنكوبة منها.
ويتبلور مشروع الامم المتحدة حول تعزيز روح التضامن العالمي بغض النظر عن الشؤون السياسية او الاقتصادية، او تمييز بين عرق او اثنية، مرتكزا على ما اتفق عليه بتقديم المعونة والمساعدة للفئات الاشد ضعفا وفقرا، وذلك عبر تضافر جهود المنظمات الحقوقية والخيرية والجهات المدافعة عن حقوق الانسان على حد سواء.
وأمس الشعوب البشرية التي تظهر للعيان حاجتها لهذه الجهود هما الشعبين اليمني والسوري، خصوصا وهما يدفعان ضريبة الخلافات السياسية المتمثلة بالصراعات المسلحة بين الخصوم منذ سنوات، الامر الذي افشى الكثير من الاشكاليات العميقة على اكثر من صعيد، ابتداء بالأذى المادي والمعنوي الذي لحق بالأبرياء العزل، ومرورا بالفقر المدقع الذي لحق بشرائح اجتماعية واسعة، وأخيرا وليس آخرا الانحدار الاجتماعي غير المسبوق في مختلف مستلزمات ديمومة العيش الكريم.
كل ذلك وتصطف الكثير من اشكال المعاناة الانسانية التي يشكو منها الشعبين في اليمن وسوريا، وهذا ما يسترعي الاخذ بالاعتبار ضرورة اغتنام هذه المناسبة العالمية وتوظيف اجنداتها لمد يد العون والمساعدة بعيدا عن اي اعتبارات جانبية صاغتها المصالح السياسية والاقتصادية للجهات المتصارعة على السلطة.
لذا تناشد مؤسسة الامام الشيرازي العالمية مختلف المنظمات الانسانية الى تلبية نداءها في هذا الصدد، وتنسيق الجهود الخيرة لإسعاف الشعبين اليمني والسوري عبر تخفيف ازمتيهما، لافتة انظار الجميع الى حجم الدمار الذي لحق بالمدن سيما ممتلكات الابرياء من المنازل، فضلا عن الاضرار البالغة التي لحقت بالبنى التحتية، كالمشافي والمدارس والمحطات التي تؤمن المياه والطاقة.
ان المؤسسة تعول على الحس الانساني لمنظمات الامم المتحدة في المبادرة الى مشروع خيري يسهم في اعادة سبل الحياة لمدن الشعبين اليمني والسوري بأسرع وقت ممكن، علنا نخفف من وطأة معاناتهما. والله ولي التوفيق