مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الاتحاد البرلماني الدولي الى مزيد من العمل لصالح ما يرتقي بالتطور الانساني
بسم الله الرحمن الرحيم
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ صدق الله العلي العظيم
مع بدء الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي أعمالها السبت بعاصمة دولة قطر، وتستمر حتى 10 أبريل/نيسان الجاري، في ظروف بالغة التعقيد لم تشهده الانسانية منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن ان توصف بالازمة الوجودية بعد ان طالت بآثارها السلبية المجتمع الدولي برمته في ظل ما اجتاحت بلدان الشرق الاوسط من كوارث نجمت عنها موجة نزوح غير مسبوقة منذ قرون في دليل مادي ملموس على عمق المأساة البشرية امام القاصي والداني.
ونظرا لحجم المسؤولية القانونية والاخلاقية الملقاة على عاتق هذه الجمعية، وما يترتب على صميم عملها منذ تأسيسها عام 1889م، فان الحاجة ماسة للعمل على صياغة تشريعات جديدة تواكب متطلبات المرحلة، وتعمل على بلورة قوانين للمجتمع الدولي تكون قادرة على كبح جماح الأزمات المتعاقبة، لا سيما على الصعيد الانساني وما ينسحب على ذلك من التاميد على الحقوق الاصيلة والمكتسبة للبشرية.
اذ ترى مؤسسة الامام الشيرازي العالمية ان ملفات عديدة وملحة تقع ضمن اولوية اجندات اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي كونه منصة تشريعية وقانونية تشترك فيها المجتمعات والشعوب الانسانية بصورة جامعة، على صعيد الطموحات والتطلعات للأفراد والمجتمعات بالتوازي مع التطورات المتسارعة.
وتلفت المؤسسة الى ان الكثير من الشعوب بمختلف توجهاتها تتطلع الى تقنين وتشريع ضوابط تحد من الانتهاكات والصراعات والخلافات التي تتسم بالعنف، خصوصا داخل البلدان التي لا تزال تعاني تهميشاً كبيراً لحقوقها نتيجة سلبها وحرمانها من المكتسبات الوطنية والانسانية، فضلا عن المجتمعات التي تواجه الاجراءات القمعية.
وتؤكد المؤسسة ان الاصلاح الشامل لمنظومة الحقوق الانسانية بات مسؤولية شاملة للجنس البشري في اي مكان وزمان، بعد اصبح حق التعبير والمشاركة السياسية والمعارضة وسواها من الحريات العامة والشخصية ضمانة أمن وامان يفرض على كافة شعوب الارض العمل على ترسيخها سواء في الدول المتقدمة او النامية دون تمييز.
فيما ترى المؤسسة ان الشراكة الانسانية في مواجهة التحديات الوجودية على اساس تحسين التعليم وتطوريره باعتباره الشعار الاساس لاعمال الجمعية هذا العام، تزيد من ضرورة تعاون الأمم والشعوب فيما بينها، خصوصاً في عالمنا الحاضر، نظراً للتداخل والتأثر المتبادل بين شرق الارض وغربها.
لذا تطالب مؤسسة الامام الشيرازي القائمين على اعمال الجمعية العمومية لاتحاد البرلمان الدولي الارتقاء بمستوى تطلعات الشعوب الانسانية، والعمل على سن قوانين وتشريعات على مستوى الأزمات من جهة، والتطور الانساني من جهة أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار المساواة والعدالة وعدم التمييز بين الشعوب البشرية، فضلاً عن وضع الركائز والاسس الممهدة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمختلف بلدان العالم، بما يضمن الحد من الانتهاكات الحقوقية، وتغليب المصالح العليا للإنسانية على حساب المصالح الفئوية الضيقة، وفض الخلافات والنزاعات الدائرة في الكثير من اجزاء المعمورة.