اصدرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية في واشنطن بيانا الى الشعب العراقي بمناسبة إقرار الدستور العراقي الدائم، وفيما يلي نص البيان:
أيها الشعب العراقي الأبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة أخرى توظفون حقكم الشرعي والوطني من خلال صندوق الاقتراع لطي صفحة جديدة من صفحات عملية بناء العراق الجديد القائم على أسس العدالة والحرية والمساواة والمشاركة الحقيقية والشراكة الواقعية.
إن تنافسكم الشريف عند عتبة صندوق الاقتراع، دليل وعيكم الحضاري الذي ستستبدلون به لغة العنف والإرهاب والسيارات المفخخة والاستئثار والإقصاء، بلغة الحوار وقوة المنطق والجدال بالتي هي أحسن.
إن “مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية” إذ تعزي العراقيين في ذكرى استشهاد مولى المتقين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-، هذا الإمام الذي علم البشرية معنى المسؤولية والسلطة عندما تكون من اجل خدمة الإنسان بغض النظر عن هويته، تتقدم لهم بأحر التهاني لمناسبة إقرار الدستور العراقي الدائم الذي شاركت في صياغة بنوده مختلف أطياف المجتمع العراقي من خلال الحوار والنقاش الحر.
كما تود المؤسسة أن تتقدم بجزيل شكرها إلى كل الذين ساهموا في خلق الأجواء الايجابية والشفافة لهذا الحوار الوطني الرائع الذي أنتج المسودة، وساهموا في تقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء المتحاورين، وتخص بالذكر المرجعية الدينية التي كان لها الفضل الأكبر في ذلك، إلى جانب قادة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، وكل الذين ساهموا في ذلك من قريب أو بعيد.
ويبقى الشكر الأكبر والامتنان الأعظم الذي يجب أن نقدمه جميعا، بعد الله العزيز الجبار والغفور الرحيم، إلى المواطن العراقي الذي تحدى كل شئ من اجل أن يصل إلى صندوق الاقتراع ليقول رأيه في الدستور.
فشكرا لله تعالى على هذه النعمة التي أنعمها على الشعب العراقي الكريم، وشكرا لكل مواطن عراقي شارك في يوم الاستفتاء، بغض النظر عن رأيه الايجابي أو السلبي فان الـ (نعم) والـ (لا) هما جناحا العملية السياسية الديمقراطية، وان وجودهما في صندوق الاقتراع دليل التعددية والاختلاف في الرأي، وان ذلك، كما هو معروف، الأساس المتين الذي تبنى عليه الديمقراطية في كل بلدان العالم، وبها نضع حدا لمهازل المسرحيات الديمقراطية التي تهئ لها وتنظمها الانطمة الاستبدادية الشمولية التي تعودنا على نتيجتها الفريدة المعروفة سلفا ألا وهي (99.99).
نسال الله تعالى التوفيق والسداد لشعبنا العراقي الصابر، الذي اثبت مرة أخرى انه يستحق الحياة الحرة الكريمة بجهاده وعزيمته وإصراره ومثابرته وعرق جبينه وباتكاله على الله العلي القدير، وان يتمم نعمه على العراقيين بالخير واليمن والبركة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية
25 تشرين الأول 2005