بسم الله الرحمن الرحيم
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ صدق الله العلي العظيم
لقد حل على المسلمين بكافة نحلهم ومللهم ومذاهبهم شهر الخير والرحمة والمغفرة، شهر رمضان الكريم، ذلك الشهر الذي اختصه العزيز الرحيم لتتنزل اياته نوراً وهدىً للعالمين، ويعم رحمته على الناس اجمعين، به يتقرب العابدين زلفى لربٍ عظيم، وترتقي اعمال الصالحين، ويتوب الغفور الرحيم عمن اثقلت كاهله ذنوب السنين.
يحل رمضان الكريم على أمة المسلمين ناشراً عليها بركاته، ويضيء كراماته ويمن على من غفلوا بهداياته، ممهداً لمن يشاء التوبة، فالحمد لله وحده الذي من على عباده بكرمه وسخائه، ووسع برحمته جميع مخلوقاته.
والصلاة والسلام على اعظم رسل الله واحبهم اليه، محمداً وعلى آله، من أئمة الهدى والبيان، صلاة كما هم اهل لها، وسلاماً يستثاب لاجله كل من صلى وسلم عليهم اجمعين، والحمد الله رب العالمين.
يطيب لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية ان تبارك للأمة الإسلامية جمعاء قرب حلول شهر رمضان الحكيم، مبتهلة للبارئ عز وجل ان يتقبل الله صالح الاعمال ويمن على عباده بالامن والأمان، ويرزقهم من خيره وفضله الذي لا ينتهي بانتهاء الآجال، انه عزيز كريم، وخير ما تقتطفه المنظمة في بيانها لهذه المناسبة العظيمة هو حديث سيد الثقلين صلوات الله وسلامه عليه عندما قال: قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ رَمَضَانَ ، شَهْر مُبَارَكٌ ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، شَهْرٌ جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً ، وَقِيَامِه لِلَّه عزّ وجلّ تطوّعاً ، مِن تقرّب فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خَيْرٍ ، كَانَ كَمَنْ أدّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَن أدّى فِيه فَرِيضَة ، كَانَ كَمَنْ أدّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَهُوَ شَهْرُ الصّبر وَالصَّبْر ثَوَابُهُ الْجَنَّةَ ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ ، شَهْر أوّله رَحِمَه ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنْ النَّارِ».
ان شهر الرحمة والمغفرة اذ يحل على امتنا الكريمة يسترعي من ملوكها وقادتها ورؤسائها دون تفريق المبادرة الى فعل ما يتسم به هذا الشهر من فضيلة ورضوان، نظرا لعظمة الثواب والاجر الذي اختصه العزيز الرحيم به، وجعل من اعماله مدرءة للنار والعذاب، وهو مقام يستدعي من المؤسسة تقديم التماسها ورجاءها لمن تقدم ذكرهم بأهمية إيلاء العطف والرحمة والرأفة بكثير من رعاياهم، ممن قد يكونوا مخالفين للقوانين او ممن ارتكبوا جنحا قابلة للعفو والتنازل، خصوصاً ممن اعتقل على ذمة قضايا النشر والتعبير الذي ينتهك القوانين الداخلية للبلدان، فان ذلك من اعظم الاعمال قربة الى الله تعالى.
الى جانب إيلاء الرعية اهتماماً اكبر بشؤونهم اليومية، وتقديم يد العون والمساعدة المادية والاقتصادية للمعوزين والفقراء والمساكين من أبناء الأمة الإسلامية، ويا حبذا لو تقدمت الدول الغنية بتقديم المساعدة للشعوب المنكوبة بالفاقة والحرمان وهي كثر للأسف الشديد.
ولا تغفل المؤسسة في بيانها ان تدعو الحكومات الإسلامية في هذه الشهر الفضيل ان تبادر لمصالحة شعوبها عبر إجراءات حسن نية، عسى ان تفلح ببركة هذا الشهر في الحد من الاضطرابات والصراعات السياسية الجارية في اكثر من دولة، عبر احتضان وتقبل المخالفين والمعارضين والركون للحوار في حل الإشكاليات والقضايا الخلافية.
والله ولي التوفيق