تمر على الشعوب الإسلامية والعراقية على وجه الخصوص في الثالث عشر من ذي الحجة الذكرى السنوية لاستشهاد المرجع الديني الكبير اية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس)، أحد أبرز رجالات وعلماء التاريخ الحديث و قائد ثورة العشرين الخالدة في العراق.
وإذ تحيي المؤسسة هذه الذكرى الأليمة في نفوس المسلمين، تستحضر قبسات من سيرة العالم المجاهد والقائد المدافع عن الاسلام و المسلمين في وجه الغزو الغربي والاحتلال البريطاني الذي كان ولا يزال يتسبب بالكثير من الأذى والمعاناة للشعوب الإسلامية، خصوصاً فيما يتعلق بسياسات الغرب إزاء المستبدين والفاسدين والطغاة، من خلال الدعم المادي والمعنوي السري والعلني، مصحوباً بغض الطرف عما ترتكب من انتهاكات لحقوق الانسان على ايدي تلك الطغمة التي تهمين على مقدرات الشعوب الإسلامية.
اذ تيقن الامام الراحل الشيخ محمد تقي الشيرازي مبكراً الى نوايا الدول الاستعمارية وغاياتها إزاء الشعوب المسلمة، والهدف الحقيقي لغزوها عسكرياً وفكرياً وثقافياً، وما كان من زعامته لثورة العشرين الا دليلاً واضحاً لرفضه استبدال حقبة الهيمنة العثمانية باحتلال شبيه له يسعى الى امتصاص ثروات الشعوب الإسلامية ونهب خيراتها.
لقد أدرك الامام الراحل من الوهلة الأولى خطورة الاحداث التي تحدق بالأمة الإسلامية، وتصدى لها بكل بسالة وشجاعة وبأس، وهو ما دفع ثمنه لاحقاً عبر استشهاده مسموماً على يد أحد عملاء الاستعمار.
ان مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في الوقت الذي تشير الى أهمية هذه المناسبة التاريخية، تدعو الأمة والشعوب الإسلامية بكافة اعراقها وقومياتها الى وقفة تأمل في المواقف التي صدرت عن الامام الشيخ محمد تقي الشيرازي خلال مواكبته للأيام الأولى للاستعمار، ومراجعة استشرافه مستقبل مؤلم لها في حال تمكن الاستعمار من تمرير اجنداته وبسط هيمنته على الدول العربية والإسلامية، وهذا ما تجلى لاحقاً من خلال واقعنا الإسلامي والعربي المؤسف.
ان المؤسسة تؤكد على أهمية اعتبار الشعوب الإسلامية لتجارب اسلافها ومفكريها وعلمائها النجباء والشهداء، ومراجعة مواقفهم المبدئية إزاء الازمات والتحديات التي تواجه الأمة، واستخلاص العبر منها، ولا سيما سيرة الامام الشهيد الشيخ محمد تقي الشيرازي قدس الله سره.
وفي الختام تدعو المؤسسة العراقيين الى الالتزام بالمرجعية المباركة والاقتداء بها لدحر الاستعمار والاستحمار الذي يحيط بعراق أمير المؤمنين عليه السلام من كل حدب وصوب.