مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الزعماء العرب إلى الارتقاء لمستوى التحديات
بسم الله الرحمن الرحيم
“لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس” صدق الله العلي العظيم
في ظروف تاريخية تعدّ الأحرج منذ عقود، يجتمع القادة والحكام العرب في القمة العربية المزمع انعقادها في تونس، سعياً لإيجاد مخارج من الازمات التي تعصف بالمجتمعات العربية وشعوبها على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، والتي خلّفت كوارث ومصائب تركت ولا تزال تترك آثارها السلبية التي قد تمتد للاجيال القادمة.
في هذا السياق، فإن المسؤولية الشرعية والوطنية والقومية والقانونية والاخلاقية الملقاة على قمة تونس في ظل هذه التحديات تستدعي من القادة والحكام القيام بجملة من المبادرات الشجاعة والمسؤولة على مختلف الأصعدة كي تكون بمستوى انتشال الواقع العربي ممّا يعيش من اوضاع مؤلمة، ما يتطلب تحلّي القائمين بها بالصدق مع الذات اولاً والاشقاء ثانياً، من خلال الاستضاءة بمبادئ الاسلام الحنيف والتزام المواثيق والاعراف الاجتماعية الاصيلة التي تضمن احترام حقوق الانسان وترسيخ ثقافة المواطنة معاً.
اذ ترى مؤسسة الامام الشيرازي ان التحديات والمخاطر الماثلة امام واقع المجتمعات العربية، باتت تشكل تهديداً وجودياً تمس تماسك نسيجها وتنوعها القومي والديني والمذهبي والثقافي الذي كان من المفروض ان يتحول لعنصر قوة بدل من عامل انحدار داخلي وخارجي نتيجة تبني سياسات خاطئة ضاعفت من حالة التناحر والخصومات بين الدول اعضاء الجامعة العربية ما جعلها عرضةً للاطماع الاجنبية واستخفافها بها، ناهيك عن دورها السلبي في تغييب اسس الحكم الرشيد القائم على التعددية والديمقراطية وحق التعبير والمعارضة وسواها من الحقوق التي لو تم ضمانها لازدهر العالم العربي وحظي بمكانة مميزة بين الامم الراقية، فضلاً عن تحصين بلدانه داخلياً امام التدخلات الخارجية اقليمياً ودولياً.
لذا تدعو مؤسسة الامام الشيرازي العالمية القادة والحكام العرب الى الاضطلاع بدورهم ومسؤوليتهم والتكاتف والتعاون والتعاضد فيما بينهم، ونبذ الخلافات والصراعات المفرقة والاجتماع على كلمة سواء، تصون حقوق وكرامة الشعوب العربية، والعمل بشكل جدي على اصلاح اوضاع بلدانهم الداخلية ديمقراطيا لقطع الطريق على المتربصين والمتصيدين بالماء العكر.
والله ولي التوفيق