بيان مؤسسة الإمام الشيرازي لمناسبة اليوم العالمي للتعليم

بيان مؤسسة الإمام الشيرازي لمناسبة اليوم العالمي للتعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.صدق الله العلي العظيم

حثت الشرائع السماوية على ضرورة لابد للإنسان من تملكها، والسعي في سبيل الحصول عليها، فلم تغادرها وصية نبي أو حكمة وصى أو مقولة عالم، ألا وهي حق التعليم، حتى باتت فريضة على كل إنسان ابتغائها لما لها من فضل ونعمة عليه، فبها يرتقي الإنسان مكانة ومعيشة وخلاها يبقى رهينة الضياع والتخبط والانحدار.

فالتعليم غاية ملحة للعاقل أن يتبعها ويضحي في سبيل الوصول إليها، حتى سنت قوانين عالمية تشرع التعليم حقا من حقوق الفرد، ذكراً كان أم أنثى، بالغاً كان أو قاصراً، فشيدت المدارس والجامعات وخطت النظم التي ترغب بالتعليم وتيسر الحصول عليه.

وينقل لنا تراثنا الإسلامي العديد من الأحاديث والوصايا النبوية التي توجب السعي في سبيل التعليم، منها قول خاتم الرسل صلوات الله عليه وآله:  أربع يلزم من كل ذي حجى وعقل من أمتي، استماع العلم وحفظه ونشره عنده أهله والعمل به.

ونقل عن الإمام الصادق عليه السلام في تأكيده على أهمية التعليم قوله: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا تزيده سرعة السير إلا بعداً).

وقد اقتفى علمائنا وفقهائنا أثر آل بيت النبوة (صلى الله عليه وآله) في التركيز على التعليم وحث عامة المسلمين على هذه الفريضة، باعتبارها حقاً فطرياً يتحتم على الإنسان اكتسابه، كونه دعامة أساسية لرقي الفرد والمجتمع ووسيلة تؤمن السلامة للبشرية جمعاء، قبل أن تقر الإنسانية ذلك بردح شاسع من الزمن.

ولم يحصر الإسلام الحنيف تحصيل العلوم بوجه منفرد منها، بل اشاع وحث على دراسة جميع انواع العلوم، الطبية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفلكية والفقهية وسواها، حتى زخرت الساحة العلمية بنخبة غير محدودة من العلماء الذين مهدوا للحضارة البشرية التقدم والتطور، وهذا ما يدين به غير المسلمين ويقرون بذلك.

وإذ يحيى العالم في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني من كل عام اليوم الدولي للتعليم، تفرد مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية بيانها هذا لدعوة حكومات وأنظمة البلدان الإسلامية والعربية على حد سواء للتركيز على ترسيخ أهمية التعليم، والتركيز في سياساتها وإجراءاتها على دعم قطاعاته بمختلف عناوينها، والارتقاء بسبل تعميمه وإتاحة الفرصة لمواطنيها لنهل المعارف والعلوم بكافة أنواعها، معززة ذلك بتوفير الأجواء والبيئة المناسبة للتطور الفكري، وتشييد مرافق التعليم ومؤسساته في ربوع أراضيها، انسياقاً مع التعاليم السماوية سالفة الذكر، والقوانين الوضعية التي أقرها المجتمع الدولي.

حيث بادرت بدورها الهيئة الدولية للأمم المتحدة إلى سن جملة من القوانين الملزمة على هذا الصعيد، إذ نصت عليه صراحة المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تدعو إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي، وتذهب اتفاقية حقوق الطفل، المعتمدة في عام 1989، إلى أبعد من ذلك فتنص على أن يتاح التعليم العالي أمام الجميع.

ومن خلال اتصلاتها، المدرسة الشيرازية المباركة تؤكد على لزوم نشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام ومجانية التعليم في كل مراحلها تطبيقاً لما ورد عنهم عليم السلام.