رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى رؤساء الدول الصناعية الكبرى (مجموعة العشرين) لمناسبة التغيير في رئاسة المجموعة و التي ستستضيف أكثر من مئة مناسبة ومؤتمر ، بما في ذلك اجتماعات وزارية و تستمر “وصولًا إلى انعقاد قمة القادة بالرياض” العام المقبل.

رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية الى  رؤساء الدول الصناعية الكبرى (مجموعة  العشرين) لمناسبة التغيير في رئاسة  المجموعة و  التي ستستضيف أكثر من مئة مناسبة ومؤتمر ، بما في ذلك اجتماعات وزارية و تستمر “وصولًا إلى انعقاد قمة القادة بالرياض” العام المقبل.

وفي رسالة المؤسسة العالمية التأكيد على على ترشيد الوضع السياسي والاقتصادي وفتح المجال أمام الشعوب للتنمية وحل المشاكل العالقة.

هذا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. صدق الله العلي العظيم

يجمع المراقبون والفاعلون في الشؤون الانسانية على ان الاقتصاد الدولي ومسار التجارة العالمية عاملان يؤثران بصورة دقيقة على مختلف الملفات السياسية والاجتماعية لجميع الدول، متقدمة كانت ام نامية، ويمثل الاقتصاد عصباً أساسياً لاستقرار الامم او اضطرابها، وما يترتب على كل ما تقدم من تداعيات ايجابية كانت ام سلبية.

وقد التفتت الدول الصناعية الكبرى الممسكة بعصى الاقتصاد العالمي الى أهمية ذلك الأمر ومدى فاعليته على الشعوب النامية والدول الضعيفة التي كانت ولا تزال تتأثر بمتغيرات وسياسات الدول الصناعية المشار إليها ازاء حركة السوق والتنمية والتجارة العالمية.

وعلى الرغم من اتفاق جميع الاطراف الدولية على ان من ضرورات الاستقرار العالمي هو ترسيخ قواعد الاقتصاد الإيجابي والتنمية وسواها من المرتكزات المساهمة في ضمان الامن والسلم الاهلي للشعوب، الا انها مع الاسف كما يرى الكثير من المراقبين لم تحيّد اجندتها السياسية عن المبادئ الانسانية.

اذ يتجلى لعين المراقب بعد تمعن بسيط في مفصل السياسات الدولية ودقيق اجراءاتها، ان الدول الصناعية لا تزال متخلفة في تحقيق الأهداف المرسومة لخلق عالم متساوٍ على صعيد التنمية الاقتصادية، بل اسهمت سياساتها النابعة من خلفية ضيقة ومحدودة تغلب عليها المصالح الفئوية في تقويض الكثير من الجهود الرامية لصناعة واشاعة واقع جديد للعالم النامي يرتكز في أساسه البديهية على تنمية اقتصادية تعضد من الاستقرار السياسي والاجتماعي.

وفي الوقت الذي يُفترض ان تبحث مجموعة العشرين التي تمثل أكبر قوة اقتصادية في العالم التحضيرات الجارية للقمة المزمع تنظيمها في السعودية العام المقبل (2020)، تبرز ظلال ملفات شائكة ومعقدة تدخل في صميم أعمال القمة، وتعتبر من أكثر القضايا الشائكة التي تعيق أهدافها المرسومة لوضع عالمي جديد يزدهر بتنمية اقتصادية شاملة للشعوب ذات الاقتصاد الناشئ او المضطرب.

وكما تدرك دول العشرين أن الاقتصاد العالمي كان ولا يزال يسير بوتيرة تكاملية لا يقبل التجزئة، بالازدهار والاستقرار والتنمية لا يمكن أن تستمر في دولها دون تكامل مع بلدان وشعوب العالم الثالث او النامي كما يسمى.

لذا و انطلاقا من المسؤولية الشرعية والإنسانية لمؤسسة الامام الشيرازي العالمية، ترفد زعماء الدول العشرين برسالتها هذه المتضمنة العديد من الإشارات المهمة للوضع العالمي، تاركة للقادة الالتفات والتدقيق والبحث عن مخرجات لاجتماعاتهم المزمع تنظيمها تكون كفيلة بتحقيق الأهداف المعلنة.

وتؤكد المؤسسة ان في طليعة اسس النجاح للتنمية الاقتصادية في بلدان العالم الثالث تكتنف في اشاعة وضع سياسي واجتماعي يتصف بمقومات الدولة الناجحة، والمتمثل بالتوزيع العادل للثروات والديمقراطية وضمان حقوق الإنسان وكفالتها فضلا عن الحريات الاساسية المفترضة.

والله ولي التوفيق