مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الى التمسك بالسلمية في المطالبة بالحقوق والى تحقيق عاجل لمطالب المتظاهرين وفتح حوار وطني جاد

مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الى التمسك بالسلمية في المطالبة بالحقوق والى تحقيق عاجل لمطالب المتظاهرين وفتح حوار وطني جاد

أصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، بياناً بخصوص الاحداث المأساوية الأخيرة التي مرّ بها عدد من محافظات العراق خلال تظاهرات (1-25/أكتوبر) الجاري.

ودعت المؤسسة في بيانها جميع الأطراف الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار نحو العنف والعنف المقابل ورفع شعار السلمية والدعوة الى تطبيق اللاعنف خلال المظاهرات وعدم تخريب الممتلكات العامة والخاصة وكل ما من شأنه اثارة الفتن او النزاعات الخطيرة التي قد تعصف بنسيج المجتمع العراقي، كما دعت الى محاسبة الجناة الذي تسببوا بعمليات القتل والقمع وعدم افلات الجناة من العقاب، وفتح حوار وطني جاد من اجل معالجة جذور الازمات ودعت الى تحقيق عاجل لمطالب المواطنين.

وفيما يلي نص البيان:-

بسم الله الرحمن الرحيم

(واذاحكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل) و(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً) صدق الله العلي العظيم

 

تابعت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، باهتمام وحزن بالغين، خلال الأيام الماضية الاحداث المأساوية التي مرت بها تسع محافظات عراقية، بما فيها العاصمة العراقية بغداد، وأودت بحياة الآلاف بين جريح وشهيد، من أبنائنا المتظاهرين والقوات الأمنية، خلال التظاهات الأخيرة التي خرجت للمطالبة بالإصلاحات والحقوق المشروعة ورفض الظلم والحيف الواقع على ابناء هذا البلد الكريم.

وفي الوقت الذي تعرب فيه المؤسسة عن اسفها البالغ لسقوط هذا العدد المفزع من الضحايا الأبرياء، فإنها تدعو جميع الأطراف الى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار الى العنف والعنف المقابل والاستمرار برفع شعار السلمية في تحقيق المطالب والدعوة الى تطبيق اللاعنف المطلق خلال المظاهرات وعدم تخريب الممتلكات العامة والخاصة وكل ما من شأنه اثارة الفتن او النزاعات الخطيرة التي قد تعصف بنسيج المجتمع العراقي، وقد تقوده الى المجهول لا سامح الله.

ان حرية التعبير عن الرأي والمطالبة بالإنصاف والعدل وحق التظاهر والمطالبة بالحقوق المشروعة ورفض الظلم والاستبداد وتطبيق مبدأ الشورى، والعيش بحياة كريمة هي حقوق اصيلة لكل انسان خلقة الله (عز وجل) في هذه الدنيا، وهي ليست منّة او فضلاً من طرف او جهة مهما كان عنوانها او مسماها.

 لذلك ندعو الرئاسات الثلاثة في الدولة العراقية الى تمكين الشعب العراقي من ممارسة هذه الحقوق، والاستماع الى مطاليب الشعب وتنفيذها، والحفاظ على أرواح المتظاهرين وعدم مقابلة سلمية التظاهرات بأي شكل من اشكال العنف او القسوة او التعدي على حرية او كرامة او إنسانية أي متظاهر او مواطن خرج للمطالبة بحقه في العيش بكرامة وحرية.

 كما ندعوها الى محاسبة الجناة الذي تسببوا بعمليات القتل والقمع وعدم افلات الجناة من العقاب، وتمكين القضاء بممارسة دوره في تحقيق العدالة للضحايا.

كما ندعوها الى محاربة الفساد والمفسدين بشدة وعدم التهاون في ذلك ووضع خطة وطنية شاملة من اجل اجتثاثه، فان كل الازمات التي يمر بها بلدنا الكريم هي نتيجة للفساد المستشري والمحاصصة المشؤومة وعدم اختيار الكفاءات والخبرات المناسبة في مناصب الدولة.

كما ندعوها الى تحجيم البيروقراطية المتسلطة وتشريع القوانين اللازمة لتوفير وحماية البيئات الآمنة التي تؤدي الى جذب واستقطاب الاستثمارات الاقتصادية الناجحة مما سينتج الكثير من فرص العمل وينقذ شبابنا من البطالة والإحباط واليأس.

كما ندعو مختلف الجهات السياسية والاجتماعية والدينية ومنظمات المجتمع المدني الى فتح حوار وطني جاد من اجل معالجة جذور الازمات والمشكلات التي يمر بها شعبنا الصبور، وتحمل مسؤولية الإصلاح والتغيير لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وبناء توافق وعقد اجتماعي شامل يحقق بناء الدولة المقتدرة والناجحة.

وفي الختام تتقدم مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بخالص تعازيها وبالغ حزنها ومواساتها على هذه الخسارة الأليمة لإسر الضحايا الأبرياء من المتظاهرين والقوات الأمنية، مبتهلة الى المولى (عز وجل) ان يتغمدهم بواسع رحمته ورضوانه، مع خالص الدعاء بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى والمتضررين انه سميع مجيب الدعاء.