مع اطلالة مناسبة المولد النبوي الشريف.. مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الحكومات الاسلامية الى حل مشكلة السكن بتوزيع الاراضي للمواطنين مجاناً

مع اطلالة مناسبة المولد النبوي الشريف.. مؤسسة الامام الشيرازي تدعو الحكومات الاسلامية الى حل مشكلة السكن بتوزيع الاراضي للمواطنين مجاناً

بسم الله الرحمن الرحيم

وآية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حباً فمنه يأكلون. 33 يس صدق الله العلي العظيم

جعل الله سبحانه وتعالى الارض آية من جملة آياته ليبرهن للمخلوقات عظمته من جهة وقدرته، ومن جانب آخر ليسع عباده في اصلاح وديمومة النعم التي من بها عليهم، وهذه بحد ذاتها اجلالاً واكراماً لبني ادم ان جعلهم عز وجل مقدرين في تصريف شؤونهم وتحسين اوضاعهم المعيشية والحياتية بصورة مستقلة بعد التوكل على الله، متيحاً الخلاق العليم للإنسان الاستفادة والعبرة من تجاربه وتجارب اسلافه ومن سبقه ايجاباً وسلباً.
ومن جملة تلك النعم التي فوض بها الله عبادة احياء الارض واستثمارها لتعود عليها نفعاً وجدوى، تحصنه اقتصادياً وبيئياً، وتوفر له المناخ المناسب للاستمرار في الحياة الكريمة وديمومة سبل العيش المقبول، ليضع بذلك حجة عليه في ادارة شؤونه تارة، ويمنحه حرية اختيار اسلوب عيشه تارة أخرى، قبل ان يسوق في محكم كتابه الكريم الآيات والسور القرآنية التي تحض وترشد الى سبل الازدهار والتنمية الانسانية.

وقد دأبت الكثير من الأمم الشاخصة حالياً او الغابرة في ما مضى الى الالتفات الى قضية بالغة الاهمية على كافة الاصعدة الاجتماعية، ألا وهي احياء الارض واتاحتها لمن يكون قادراً على إحيائها، زراعةً او تشييداً او تنقيباً أو سواها من مجالات الاستفادة الايجابية من الارض، لما في ذلك من ضرورة قصوى للناس والدول تتمثل في تأمين الحياة المعيشية الكريمة.

فكما يدرك الجميع ان الارض كانت ولا تزال اُم الانسان ومصدر قوته وسببية بقاءه، وقد سنت الأمم المتحضرة قوانين تعمل على النهوض بالواقع الانساني عبر استثمار الارض، تكون كفيلة بإيجاد قواعد مشتركة بين الحكومات والمجتمعات و تهيئ بطرق مناسبة لاحياء الاراضي والاستفادة من خيراتها وبما يعود بالمنفعة على جميع الاطراف.

وقد التفتت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بعد تمحيص ودراسة في طبيعة الاشكاليات التي تمر بالعالمين الاسلامي والعربي، و وجدت ان ابرز المعضلات تتمثل في احتكار الحكومات (بشكل او بآخر) للأراضي وعدم اتاحتها للشعوب بهدف اصلاحها واستثمارها واحيائها زراعياً او معمارياً، بل وضعت العديد من القوانين المعرقلة لذلك بحج واهية غير مدروسة، الامر الذي انعكس سلبياً على الاقتصاد العام لتلك البلدان.

لذا توجه المؤسسة العالمية دعواها الى قادة وحكومات الشعوب العربية والاسلامية للعمل على تنفيذ خطط شاملة للاستفادة من الاراضي واستصلاحها، عبر وضع برامج لتوزيعه مجاناً للمواطنين مناسبة مقترنة بتوفير مستلزمات نجاح المشاريع الاستثمارية التي يضعها المستثمرون من الافراد والجماعات الراغبة في تنمية الموارد الاقتصادية، كالزراعة وتنمية الثروات الحيوانية والسمكية وسواها من المشاريع، الى جانب المشاريع الصناعية والاستثمارية الاخرى، فضلا عن المشاريع السكنية التي تتميز بمواصفات لائقة للسكن بيئياً وصحياً، وذلك احياءً لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: الأرض لله ولمن عمرها.

كما تدعو المؤسسة المختصين الاقتصاديين في الدول الاسلامية والعربية الى وضع الخطط الاقتصادية المناسبة التي تؤمن مصلحة المواطن من جهة والاقتصاد العام من جهة أخرى، مشددة على ضرورة مراعاة تلك الخطط تهيئة الظروف المناسبة للنجاح، ووفق جداول مدروسة بعناية.

وتتقدم المؤسسة العالمية بالشكر الجزيل للمرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازي الذي أشار الى احياء تلك السنة المباركة في جمع من المبلغين قبيل شهر محرم الحرام.

نسأل الله التوفيق للحكومات بالعمل الجاد لاحياء هذه السُنة المباركة والمنسية طوال قرون متتالية..