على الزعماء البحث والعمل على وقف التدهور الاجتماعي المستمر

على الزعماء البحث والعمل على وقف التدهور الاجتماعي المستمر

طالبت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية باطلاق سراح سجناء الرأي وإرساء قواعد التعددية والحريات السياسية وإشاعة ثقافة القبول بالآخر. هذا نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ صدق الله العلي العظيم

تتطلع مؤسسة الامام الشيرازي الى القمة الاسلامية الامريكية المزمع انعقادها في العاصمة السعودية الرياض بان تسفر عن حلولا ناجعة للكثير من الاشكاليات الانسانية والحقوقية في منطقة الشرق الاوسط، سيما الازمات المشتعلة في بعض البلدان العربية.

فمما لا يقبل الشك ان القمة المزمعة ستشهد مشاركة ابرز قادة العالم المؤثرين في طبيعة الاوضاع الانسانية في البلدان العربية والاسلامية على حد سواء، فيما تفرض المسؤولية القانونية والاخلاقية على هؤلاء الزعماء البحث والعمل على وقف التدهور الاجتماعي المستمر والمعاناة التي تتكبدها شعوب المنطقة، ابتداء من العمل على وقف الحروب المشتعلة، والاوضاع الاقتصادية المنحدرة والحريات السياسية والدينية التي تنتهك على قدم وساق في العديد من البلدان.

فما يجري في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا يمثل تحديا وجوديا للعديد من المجتمعات، خصوصا بعد تفاقم ظاهرة التكفير والكراهية والاقتتال الداخلي فضلا عن الاستبداد والقمع والنهج الديكتاتوري الذي تمارسه بعض الحكومات ازاء المطالبين بالاصلاح.

حيث تشير جميع الاحصائيات والتقارير الخاصة بحقوق الانسان في منطقة الشرق الاوسط الى انحدار كبير في هذا الملف الحساس، واسفرت السياسات القمعية عن ازمات اجتماعية واقتصادية ومعيشية بالغة التأثير على مستوى الفرد والمجتمعات دون تمييز.

فيما اسفرت التدخلات السياسية السلبية في شؤون الدول عن نتائج كارثية على كافة الاصعدة، مما يستدعي وقفة حقيقية خلال القمة لتدارك هذه المعضلة الشاملة في المنطقة والعالم، ووضع مرتكزات حقيقة تستند على معايير انسانية ومكاشفات صريحة تهدف الى اصلاحات شاملة ومصالحات تجنب الشرق الاوسط المزيد من الويلات والمعاناة.

اذ يدرك كافة القادة والزعماء ان الوضع في الشرق الاوسط تحديدا والعالم بصورة اشمل لم يعد يحتمل اي ثغرة قد تسفر عن انهيار خطير وغير مسبوق عالميا، خصوصا ان الاوضاع باتت على صفيح ساخن لا يتحمل مزايدات او مراهانات لا تأخذ بنظر الاعتبار المعايير الانسانية الشاملة.

لذا تطالب المؤسسة في ختام رسالتها قادة الدول العربية (المؤتمرين في الرياض) بضرورة تفكيك الاشكاليات والعقد الحقوقية القائمة، وذلك على صعيد تأمين حقوق الانسان بصورة تامة للشعوب كافة، فضلا عن الغاء احكام الاعدام والاحكام الجزائية الصادرة بحق معتقلي الرأي، الى جانب تجفيف منابع التكفير والتحريض الديني والطائفي، وارساء قواعد التعددية والحريات السياسية، واشاعة ثقافة الاختلاف والقبول بالاخر.

كما تطالب المؤسسة الضغط على حكومات المنطقة التي تمارس القمع والتنكيل بحق شعوبها للكف عن تلك الانتهاكات، وأخيرا وليس آخرا وقف الحرب على اليمن واجراء مصالحة حقيقية مع الشعب المبتلى، الى جانب وضع حلول فاعلة لوقف نزيف الدم ايضا في سوريا.