بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاصدق الله العلي العظيم
تجدر الاشارة في الوقت الذي يشارك المجتمع الدولي باحياء اليوم العالمي للمرأة الى المقام الرفيع الذي خص به الاسلام الحنيف هذا المخلوق الاستثنائي وميزة وتكريماً عن سواه من المخلوقات عطاءً على مختلف الصعد الانسانية، وافرد لها من خلال شريعته وتعاليمه حيزاً اصيلاً واساسياً لا يقل شأناً عن سواها من المكانة في الامر والتوجيه.
وكان لسيرة رسول الله واهل بيته صلوات عليهم مواقف ونهج ثابت في تكريم المرأة وتعظيم شأنها، تقديساً واحتراماً وتبجيل، ويكفي بها كرامة ان جعل الجنة تحت اقدامها، وجعل من سخط ورضاه مرهون برضاها، فيما اشار رسول الله صلى الله عليه وآله بالقارورة والريحانه، دلالة على وجوب التعامل معها بأرقى انواع التعامل الحذر الذي يشوبه الاحترام والعطف والرقه والحب الطاهر العفيف.
وكان في فرض الحجاب والعفاف الزاماً بالمجتمعات الاسلامية واجب التنفيذ ضمن شريعة الإسلام كحماية نفسية ومادية تعكس المقام الرفيع للمرأة التي اراده لها داخل المجتمعات، يقيها من التجرد والتشهير والتعامل معها كسلعة رخيصة للعرض كما هو الحال في بعض المجتمعات مع الاسف.
فيما لم يغفل الاسلام حقوق المرأة في مختلف تفاصيل شؤونها اليومية، كحق العيش الكريم والحياة الآمنة، وحق التعليم والتعبير والعمل وسواها من الحقوق التي تكاد تفوق حقوق الرجل في بعض مفاصل الحياة.
الا ما يكدر صفو ما ارادت به السماء وشرعت لاجله التعاليم عدداً من الممارسات التعسفية الدنيوية الصادرة عن أئمة الجهل والتطرف تارة، والمتسلطين على شؤون الشعوب تارة اخرى، فضلاً عن انتهاك قدسية المرأة من خلال اجندات وتوجهات تدعي التحضر واللياقة وهي ابعد ما يكون عن ذلك، متبجحة بتشريعات شيطانية ظاهرها حقوق المراة وجوهرها الانحلال وسلب مكانتها الفطرية المحتشمة الكريمة.
لذا تطالب مؤسسة شيرازي فاونديشن العالمية في هذه المناسبة الدولية قادة وشعوب الدول العربية والاسلامية على حد سواء العمل على ارجاع حقوق المرأة الحقه، والابتعاد عن ما تسعى اليه بعض الانظمة الدولية من اجندات تفقد المرأة اجلالها وقيمتها، مطالبة في الوقت ذاته الشعوب والمجتمعات بالتمسك بالتعاليم الاسلامية والاعراف الاجتماعية التي تنتصر للمرأة وتحمي حقوقها.
مغتنمة في الوقت ذاته هذه المناسبة للدعوة الى العفو عن النسوة المعتقلات على خلفية سياسية، فالعفو من شيم الشجعان.